يصادف اليوم، الواحد والعشرون من شهر آب/أغسطس، الذكرى الخامسة لوقوع مجزرة #غوطة العاصمة دمشق، والتي راح ضحيتها، المئات من الأطفال والنساء والشيوخ والمقاتلين المعارضين، جراء قصف النظام السوري المنطقة بصواريخ مزودة بمواد كيمياوية.
وقام جيش النظام السوري، وعند الساعة الواحدة والنصف، فجر 21 آب/أغسطس عام 2013، بقصف منطقتي "زملكا" و"عين ترما" التابعتين لغوطة دمشق، بصواريخ سمع صوت إطلاقها من مسافات بعيدة، تبعاً لشهادات الشهود، وما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي أكد مقتل المئات من السوريين نتيجة لهذا القصف، وإصابة مئات آخرين.
واتّهم أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض، في ذلك الوقت، نظام الأسد بالمسؤولية عن ارتكاب المجزرة.
وعبّر أحد الأطباء العاملين في مستشفى ميداني استقبل جثث قتلى الضربة الكيمياوية، عن اعتقاده بأن الغاز المستخدم في الضربة كان غاز "السارين" السام المحرّم دولياً.
ماهر الأسد هو الذي أعطى الأمر بالقصف الكيمياوي
ووفق مصادر أهلية من المنطقة، وشهادات شهود، فقد قام جيش النظام السوري، بقصف ريف العاصمة دمشق، بصواريخ مزوّدة بمواد كيمياوية محرمة دولياً، بعد أن تسربت إليه أنباء باستعدادات بعض فصائل المعارضة السورية المنتشرة في المنطقة، للقيام بهجوم واسع داخل العاصمة السورية، دمشق، وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير له عن المجزرة، نشر الاثنين.
وأكدت مصادر موثوقة له، أن الحالة العسكرية المتداعية لجيش النظام السوري، في ذلك الوقت، لم تكن تسمح له بمقاومة هجوم فصائل المعارضة على العاصمة دمشق، في حال حدوثه، فقام اللواء ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري، وكان برتبة عميد، بإعطاء الأمر بقصف المنطقة بصواريخ تحمل مواد كيمياوية.
وفيم لم يسمّ "المرصد" الضابط الذي نفّذ أمر ماهر الأسد، بإطلاق صواريخ كيمياوية لإجهاض هجوم محتمل كبير ومركّز للمعارضة السورية، أشار إلى أنه يحمل رتبة لواء، وينحدر من منطقة صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس المتوسطية.
إخفاء لطمس معالم الجريمة.. أمن الأسد ينبش قبور القتلى
وتشير الأنباء الواردة من العاصمة السورية دمشق، إلى أن نظام الأسد، ومنذ فرض سيطرته على ريف العاصمة بغوطتيها الشرقية والغربية، قد سعى إلى طمس الأدلة على المجزرة المذكورة. ودخلت قوة من أمن النظام، في الأسبوع الماضي، وتحت جنح الظلام، إلى مقابر في غوطة دمشق، كانت دفنت فيها جثث قتلى الضربة الكيمياوية، سعياً من النظام لـ"طمس معالم الجريمة البشعة التي نفّذها" وفق المرصد السوري الذي أكد في هذا السياق، قيام قوات الأسد، أخيراً، بنبش القبور وإخراج الجثث ثم نقلها إلى مكان لا يزال مجهولاً.
ومن ضمن مئات القتلى ومئات المصابين، تم توثيق مقتل 500 سوريّ سقطوا نتيجة القصف بالكيمياوي فجر 21 آب/أغسطس عام 2013، بينهم ثمانون طفلاً، و140 امرأة.
وقام الناشط السوري المعارض، والمصور الفوتوغرافي، تامر تركماني، صاحب مشروع "توثيق شهداء الثورة السورية" وبمناسبة الذكرى الخامسة لمجزرة الكيمياوي، بنشر صورة تضم صور قرابة 500 قتيل سقطوا نتيجة القصف الكيمياوي المذكور، ويظهر فيها أغلبية الضحايا، بصور التقطت لهم، بعدما قضوا تأثراً بالغاز السام المحرم دوليا، فيما تم نشر صور بعضهم، قبل أن يفارق الحياة، نتيجة الضربة.