وثَّق شاب فيلمًا قصيرًا عن موجة الغبار التي ضربت العاصمة الرياض في التاسع من مايو الماضي، واصفًا إياها بأنها الأقوى على مدار 35 عامًا؛ لأنها خيمت على الرياض لنحو 21 ساعة كاملة.
واستعرض الشاب "عبدالله فهم" آثار موجة الغبار في فيلم حمل عنوان "سنة الغبار التاريخية في الرياض"، ودعا لمواجهة الظاهرة بالاستفادة من التجربة الأمريكية في التعامل مع الغبار الذي ضـرب غرب الولايات المتحدة قبل عدة عقود.
وقدم الشاب في فيلمه عددًا من الأسباب التي يرى أنها السبب في موجات الغبار غير الطبيعية التي تتعرض لها المملكة سنويًّا وطرح الحل لمواجهة ذلك.
وقال إن المملكة بها نحو 16 مليون رأس من الماشية، 96% منها ترعى بشكل تقليدي بلا ضوابط محددة وتأتي على ما تبقى من معالم الحياة في الأرض الجافة من الأساس، مشيرًا -بحسب العديد من الدراسات التي اعتمد عليها- إلى أن النباتات تختفي في المملكة بمعدل 1% سنويًّا.
وأكد أن ما يتسبب في الغبار في المملكة هو قلة الأمطار وقلة النباتات والاحتطاب والتصحر والرعي والقطع الجائر للأشجار الكبيرة، مشيرًا إلى أن كل هذه العوامل أدت إلى أن تكون الأرض هزيلة وجافة وعندما تمر عليها رياح خفيفة تصنع منها عواصف غبارية.
واستعرض الشاب العواصف الغبارية غير المعتادة التي ضربت غرب الولايات المتحدة بين عامي 1930 و1935، إذ تبين حينها أن السبب في ذلك قيام المزارعين بحرث الأراضي بالمعدات والجرارات الزراعية واقتلاع الأشجار والنباتات التي تحتفظ بالتربة واستبدلوها بالمحاصيل السريعة مثل القمح فتدهورت الأراضي وفقدت تربتها السطحية.
وأضاف أن ذلك دفع الحكومة الأمريكية للتدخل، فمنعت الرعي تمامًا إلا في أوقات وأماكن محددة، وقامت بزراعة الأحزمة الواقية من الأشجار لمنع زحف الرمال بين المناطق، وزرعت الأراضي الفارغة لتعويض النباتات والأشجار، حتى تمكنت خلال بضع سنوات من إعادة توازن الأرض، داعيًا للاستفادة من هذه التجربة.