قال المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا، جيمس جيفري، إن هناك "أدلة كثيرة على أن القوات الحكومية السورية تستعد لاستخدام أسلحة كيماوية ضد مسلحي المعارضة في محافظة إدلب".
وتحدث جيفري للصحفيين في واشنطن، يوم الخميس، عن سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا في ظل هجوم مرتقب للجيش السوري ضد آخر منطقة رئيسية توجد بها قوات المعارضة وتنظيمات إسلامية متشددة أخرى.
وقال جيفري إن الهجوم المتوقع ضد آخر معاقل مسلحي المعارضة "غير مقبول وتصعيد متهور وقد يؤدي إلى حمام دم لم تشهده الحرب السورية من قبل".
وكان البيت الأبيض قد حذر من أن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف يتحركون "بسرعة وقوة" للرد على القوات السورية إذا ما استخدمت أسلحة كيماوية في الهجوم المتوقع على إدلب، شمال غربي سوريا.
وأضاف جيفري أنه يعتقد أن بشار الأسد ليس لديه مستقبل كرئيس لسوريا، لكن التخلص منه ليس مهمة الولايات المتحدة .
وقال إن هجوما سوريا -روسيا على إدلب واستخدام الأسلحة الكيماوية، قد يؤديان إلى عمليات نزوح ولجوء كبيرة للمدنيين باتجاه جنوب تركيا او إلى مناطق داخل سوريا تُسيطر عليها تركيا.
وحشد الجيش الحكومي السوري قواته للهجوم على إدلب بدعم من روسيا التي بدأت قصفا جويا على مواقع المعارضة المسلحة تمهيدا لاجتياح بري.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إن بلادها سترد إذا استخدم النظام السوري وحلفاؤه سلاحا كيماويا في إدلب، وذلك عشية دعوتها إلى اجتماع في مجلس الأمن حول إدلب.
ونفى المبعوث الأمريكي، الذي تولى مهام منصبه في أغسطس/ آب الماضي ، وجود أي خطط لخروج وشيك للقوات الأمريكية من سوريا، وتعهد ببقاء تلك القوات حتى إلحاق "هزيمة دائمة" بتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية.
ويتحدد مصير الهجوم على إدلب في اجتماع في العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الجمعة، بين مسؤولين سوريين وروس وإيرانيين وأتراك.
وعلق المبعوث الأمريكي على الاجتماع بأن تركيا تحاول بكل الطرق منع أي هجوم على إدلب، إذ يوجد بها كثير من المسلحين الموالين لأنقرة ويتلقون دعما منها.
وقال أيضا إن الولايات المتحدة قد طلبت مرارا من روسيا عن إمكانية "العمل" في إدلب للقضاء على آخر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" والجماعات المتشددة الأخرى. ويمكن ذلك من خلال الضربات الجوية الأمريكية.
وشهدت الفترة الأخيرة تعاونا أمريكيا - روسيا ضد التنظيمات المتشددة في إدلب، منذ 2017.
وكشف جيفري أيضا أن هناك حاجة إلى "مبادرة دبلوماسية كبيرة لإنهاء الصراع في سوريا".
وجدد جيفري، الذي تحدث مع الصحفيين للمرة الأولى منذ تعيينه في المنصب، مطالبا الولايات المتحدة بانسحاب كامل للقوات الإيرانية من الأراضي السورية.
ومن المقرر أن يترأس ترامب اجتماع مجلس الأمن الدولي حول إيران خلال تجمع سنوي لقادة العالم في نيويورك، في وقت لاحق هذا الشهر.
وسيركز الاجتماع على البرنامج النووي الإيراني وتدخلها في الحروب في سوريا واليمن.
وقال جيفري إن "فرنسا دعت الولايات المتحدة والأردن ومصر والسعودية وألمانيا وبريطانيا لإجراء محادثات على هامش مؤتمر اجتماع الأمم المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا".