يمر التمر بالعديد من المواسم على مدار العام لكي يصل في النهاية إلى موسم الحركة الاقتصادية المميز عن بقية أوقات السنة والمعروف بموسم "الصرام"، فهذا الموسم يُعد من أهم الأوقات لدى أصحاب مزارع النخيل منذ القدم.
تكثف في هذا الموسم ساعات العمل، وترتفع أجرة الأيدي العاملة، وقديماً كان الأقارب والجيران يساهمون في جمع المحصول وتنقيته من الشوائب حتى يصبح جاهزاً للبيع أو للأكل.
ماذا يُقصد بصرم النخيل
يُقصد بعمليات "الصرم" قص التمر وجَنيه، ويكون في أواخر الصيف حيث يستمر لمدة شهرين ونصف تقريباً من بدايته وحتى نهايته ويتم التأكد أولاً من إن التمر قد نضج بشكل كامل، كما أنه لا بد إن يكون التمر ناشفاً ولا يصح صرم التمر وهو رطب.
الصرم قديماً
كان أصحاب النخيل قديماً يخصص كل منهم عدداً من النخيل لجيرانهم وأقاربه وتسمى في ذلك الوقت مخرافة، وذلك إضافة إلى سكان البادية الذين يسكنون في ظلال النخيل يأكلون من رطبه ويأخذون نصيبهم من التمر والحصاد ويطلَق عليهم في بعض المناطق اسم المقيظين، ويُعد موسم الصرم في حد ذاته حرفة ومصدر رزق للجميع.
مشاركة المرأة
كان لـ "الصرام" في الماضي فرحة خاصة وطقوس أسرية عندما كانت تشارك المرأة بل الأسرة بأكملها ربَّ الأسرة المزارع في عملية الجني، أما اليوم فاقتصر على الرجال، إلا ما ندر ببعض المزارع الخاصة البعيدة عن الطرقات العامة وأعين الناس.
فالمرأة كانت تشارك الرجل إلى عهد قريب في الصرام ، إلا أن الحياة المدنية ودخول المرأة مجال الوظائف الحكومية والقطاع الخاص غيّباها عن مشاركة الرجل حاليا في هذه المهنة.
اهتمام الشباب
تراجع اهتمام الشباب بالمشاركة في موسم الصرام، ولكنه لم ينقطع، وما زال بعض منهم خصوصا في مناطق زراعية مثل الإحساء يشاركون في موسم الصرام.
وأبرز مقطع فيديو ممارسة بعض الشباب من المواطنين لتلك الحرفة التي تميز بها الآباء، وإصرارهم على أدائها.