أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مصمم على محاسبة المسؤولين عن وفاة جمال خاشقجي، وأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يكن يعلم بتلك الحـادثة.
وأوضح الجبير في لقاء مع شبكة "فوكس نيوز" أن ما دفع المملكة للتحقيق في الأمر قبل 9 أيام هو تضارب التقارير عن خروج جمال خاشقجي من القنصلية، حيث إن ما تم تلقيه من السلطات التركية كان مختلفا عن التقرير الذي كتبه الفريق الذي قابل خاشقجي في القنصلية.
وبيّن أنه في الفترة من وقوع الحادث حتى اتخاذ الإجراءات الأخيرة كان هنالك تقارير بأن خاشقجي غادر القنصلية، واكتُشف لاحقا أن تلك المعلومات كانت خطأ، كما أنه في مثل هذا الموقف عليك أن تتحرى الدقة قدر الإمكان قبل التصريح بشيء، وأن ذلك يستغرق وقتا، وضرب الجبير مثالا بقضية سجن "أبو غريب" التي استغرقت وقتا قبل أن تصدر الحكومة الأمريكية التقارير الأولية بخصوص ما حدث.
وأضاف أن المملكة ستواصل تقديم المعلومات عن وفاة جمال خاشقجي بمجرد توافرها، مؤكدا على أن الملك سلمان مصمم على محاسبة المتسببين في الحـادثة، وأن التحقيقات ما زالت تجري حول مصير الجثة.
ووصف الجبير ما حدث بالخطأ الجسيم والفادح، وما زاد فداحته هو محاولة التغطية عليه من قبل الفريق، لافتا إلى أنه ليس من نهج المملكة أن تتورط في مثل تلك السلوكيات ولم يسبق لها أن فعلت ذلك، وأن من تسببوا بوفاة خاشقجي في القنصلية موظفون أفراد تجاوزوا حدود صلاحياتهم ومسؤولياتهم، ثم حاولوا التغطية على فعلتهم.
وشدّد الجبير على عدم علم أعضاء الاستخبارات العامة بما حدث، فضلا عن عدم علم ولي العهد به، وردّ على ادعاء أن بعض من كانوا ضمن الفريق في القنصلية كانوا أيضا ضمن فريق حماية ولي العهد في وقت ما، بالقول إن الفرق الأمنية تخضع للمداورة، ولا يعني ذلك قربهم من ولي العهد.
ونفى الجبير علمه بامتلاك الأتراك مقاطع صوتية لما حدث، داعيا إلى الانتظار لمعرفة نتائج التحقيقات بعيدا عن الشكوك، كما أنه لا يعتقد أن 15 فردا كانوا في القنصلية وقت وقوع الحادث، ولكن البحث مستمر عن كل شخص على حدة وكيف تجمعوا وكيف سافروا، وحقيقة ما حدث في القنصلية، كما أن ما أُعلِن هو نتائج أولية، مؤكدا: "سوف نعلن الحقيقة للجميع".