كشف النائب الإيراني جواد كريمي قدوسي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن مفاوضات سرية تجري حاليا بين خبراء بوزارة الخارجية الإيرانية مع نظرائهم في الإدارة الأميركية في العاصمة العمانية، مسقط.
وقال قدوسي في تصريحات لوكالة " موج " المقربة من المتشددين، مساء الجمعة، أن المعلومات الواردة " موثوقة جدا"، متهما في الوقت نفسه، وزير الخارجية الإيراني محمد #جواد_ظريف، بمحاولة التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وادعى النائب الذي ينتمي لجبهة " الصمود" المتشددة، أن مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية يتباحثون في عُمان مع نظرائهم الأميركيين، بالرغم من معارضة المرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي لأي تفاوض مع أميركا.
وقال قدوسي إن " المفاوضات الجديدة تأتي عقب تعليمات المرشد حول حظر أي نوع من التفاوض وعلى أي مستوى مع الولايات المتحدة".
واعتبر هذه المحادثات بأنها محاولة من حكومة روحاني " لفتح قناة اتصال مع فريق ترمب"، مضيفا بأن المفاوضين" غير مسموح لهم مطلقا القيام بتلك المفاوضات" لأنها تخالف تعليمات المرشد، حسب تعبيره.
موقف خامنئي
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد أعلن خلال كلمة له أمام حشود من ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري، في 4 أكتوبر الجاري، رفضه إجراء أية مفاوضات جديدة مع واشنطن، ونعت الشخصيات الإيرانية التي تدعو للحوار بأنهم "عملاء وليسوا برجال دولة"، قائلا أن " مَن يروّج في الداخل الإيراني للتفاوض مع الأعداء هم الخونة ".
لكن مع هذا يرى العديد من المراقبين أن تصريحات خامنئي تأتي في إطار الاستهلاك المحلي وأنه عندما يواجه ضغوطا تهدد بقاءه واستمرار النظام، يوعز للحكومة بالمفاوضات كما حدث فيما يتعلق بالاتفاق النووي.
محاولات ظريف
وقبل ذلك، كان وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، قد أعلن استعداد بلاده حول التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، لاتفاق جديد، وقال في مقابلة " بي بي سي" البريطانية في نيويورك، إن "الأبواب مفتوحة، شرط أن يكون مثل هذا اللقاء جديرًا بالثقة ."
وأضاف أن " شرط إيران للبدء في مفاوضات مع الولايات المتحدة هو ضمان تنفيذ الاتفاق بمجرد التوصل إلى اتفاق".
من جهته، قال النائب جواد كريمي قدوسي، في تصريحاته لوكالة " موج " الجمعة، أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وبناء على سوابق عمله في الولايات المتحدة حاول منذ فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية فتح قناة اتصال مع فريق ترمب من خلال لوبي " ناياك" أي " المجلس القومي للإيرانيين في أميركا" وهو من جماعات الضغط المقربة من النظام الإيراني، وكذلك غلام علي خوشرو، مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة.
وذهب قدوسي إلى أبعد من ذلك وقال أنه حتى بعد خروج أميركا من الاتفاق النووي، في مايو / أيار الماضي، كانت وزارة الخارجية الإيرانية تتابع موضوع محاولة الاتصال بفريق ترمب، بل وأصرت على التفاوض"، حسب تعبيره.
طريق مسدود
وذكر النائب أن حكومة روحاني وصلت إلى "طريق مسدود " حيث قام اسحاق جهانغيري نائب الرئيس وظريف بزيارة كبار المراجع الشيعة ورجال الدين المتنفذين في النظام لمحاولة إقناعهم بضرورة التفاوض مع أميركا وتجنب العقوبات والعزلة الدولية من خلال توقيع على المعاهدات الدولية لاتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب وغيرها والقبول بشروط الإدارة الأميركية التي تهدد وجود النظام برمته، بحسب تعبيره.