روى عددٌ من مغسلات الأموات في جامع الفرقان بالدمام قصص ونوادر حول ممارستهن غسل الموتى، وكيفية دخولهن لمزاولة هذا العمل الذي ينتاب الكثيرين رهبةً منه.
وأكدن أن بداياتهن في هذا العمل لم تكن سهلة، غير أنه مع مرور الأيام اعتدن عليه، ليس لقسوة في قلوبهن ولكن لعظم هذا العمل وأهميته، لافتات إلى أن غسل الموتى قربهن أكثر للمولى عز وجل.
وقالت أقدم مغسلة وتدعى "هند السعد" إنها بدأت العمل متطوعة في المغاسل ثم أصبحت وظيفة رسمية لها، مبينة وفقاً لصحيفة "اليوم" أن بعض جيرانها كانوا ينفرون منها ولا يأكلون مما تصنعه.
من جهتها، أبانت "أم ليلى" أنها تعمل منذ 25 عاماً، كاشفةً أنه عُرض عليها وظيفة حكومية براتب مجزٍ إلاّ أنها رفضتها لأنها أحبت عملها بالمغسلة، نافية فكرة أن المغسلات قلوبهن قاسية، مبينة أنهن يتأثرن بما يشاهدنه وتدمع أعينهن خاصة عند غسلهن الأطفال واليافعين، ويبكين مع أهل الميت.
وأوضحت "أم عبدالله" أنه في الأيام الأولى لها بالمغسلة كانت لا تستطيع النوم، وكانت تشعر بضيق في التنفس، ما اضطرها للذهاب إلى المستشفى وهناك أخبرها الطبيب أن سبب حالتها تعرضها لصدمة مما رأته بالمغسلة، مبينة أنها مع ذلك واصلت العمل ولها الآن 10 سنوات.
وأضافت مغسِّلة أخرى تدعى "ليلى" أنها تهوى الفن وأعمال الديكور، مبينةً أن أول شخص غسلته كانت والدتها، وأنها تعرضت لعديد من المواقف المؤثرة، من بينها أنها فوجئت عند تغسيلها لإحدى المتوفيات بأنها صديقة قديمة لها، ولم تستطع مواصلة غسلها.
من جهتها، أبانت المشرفة على مغسلات الأموات أنه يعمل في الدمام 14 مغسلة سعودية في 4 مساجد، لافتة إلى أن هناك إقبالاً على هذا العمل من كل الأعمار، بعضهن خريجات جامعيات.
وقالت إن من المواقف الغريبة التي مرت بها أن إحدى السيدات توفيت وهي حامل وعند غسلها شعرت المغسلة بحركة الجنين في بطنها على الرغم من مكوثها يوم كامل بثلاجة الموتى، مبينة أنه بعد التحقق من الأمر تم نقل المتوفاة إلى المستشفى هناك أجريت لها عملية قيصرية وتم إخراج الطفل وهو بصحة جيدة في الشهر السابع.
