احتفل العالم أمس الإثنين (3 ديسمبر 2018) باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، والذي خصصته الأمم المتحدة منذ العام 1992 للتوعية بحقوق ذوي الإعاقة والتأكيد على أهمية دمجهم في المجتمع وتمتعهم بحقوق متساوية مع الأشخاص الأصحاء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرها.
وبهذه المناسبة نستذكر في هذا التقرير أعلاماً ومشاهير سعوديين وعرباً وعالميين تحدوا الإعاقة وأبهروا البشرية باختراعاتهم وإبداعاتهم في العلوم والآداب والأعمال والفنون.
رجل الأعمال السعوي سلطان بن محمد العذل
يعاني العذل إعاقة شبه كاملة ولم يبقِ له إلا حاستا السمع والبصر فقط، لكنه استطاع التغلب على إعاقته والتأقلم مع المرض، بل وتحقيق نجاحات كبيرة عبر تأسيس وإدارة عدة شركات في مجالات متنوعة يعمل بها أكثر من 10 آلاف موظف وموظفة، من أبرزها على سبيل المثال لا الحصر (سمسا، فيدكس، دانكن دونتس) وغيرها.
ولم تقتصر إنجازاته على عالم المال والأعمال فقط، بل تعدّاه إلى مجال التأليف والأدب، إذ ألف عدداً من الكتب، من أبرزها كتابه عن سيرة جده "صالح باشا بن محسن بن عذل" ودوره في تأسيس المملكة في عهد الملك عبدالعزيز، وهو الكتاب الذي كتب مقدمته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
الأديب المصري الشهير طه حسين
وُلد طه حسين في إحدى قرى محافظة المنيا بصعيد مصر عام 1889، وأصيبت عيناه بالرمد وهو في الرابعة من عمره ليعاني العمى إلى الأبد، لكنه بدأ مشوار النجاح فالتحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، ثم درس في الأزهر والجامعة المصرية (جامعة القاهرة حاليا) حتى حصل على درجة الدكتوراه، قبل أن يسافر إلى فرنسا لمواصلة دراسته هناك.
وعمل حسين أستاذاً بكلية الآداب في القاهرة، ثم رئيساً لجامعة الإسكندرية، فوزيراً للمعارف، وله العديد من المؤلفات من أبرزها (على هامش السيرة، الشيخان، الأيام، دعاء الكروان، حديث المساء، مع المتنبي) بالإضافة إلى عديد من الكتب النقدية والفكرية، ولقب بعميد الأدب العربي.
الموسيقار الشهير بيتهوفن
يعد لودفيج فان بيتهوفن أحد أعظم عباقرة الموسيقى في التاريخ وأكثرهم تأثيراً وإبداعاً، رغم أنه فقد السمع.
ولد بيتهوفن في ديسمبر 1770م في مدينة بون الألمانية، ظهرت موهبته الموسيقية في سن مبكرة.
في عام 1976 بدأ بيتهوفن بفقدان السمع إذ كان يعاني طنيناً حاداً في أذنيه، وبمرورِ الوقت تدهور سمعه أكثَر ووصل لدرجة لا يسمع فيها شيئاً. ويُذكر أنه ألف السيمفونية التاسعة ولم يسمع منها شيئاً، ولم يمنع الصمم بيتهوفن من إكمالِ مسيرته التأليفية، فقد ألَّف أحد أشهر الأعمال في تلك الفَترة واستمر في التأليف إلى أن تُوفي عام 1827.
المخترع العظيم أديسون
توماس ألفا أديسون أحد أعظم المخترعين في العصر الحديث، إذ اخترع عديدا من الأجهزة مثل تطوير جهاز الفونوغراف وآلة التصوير السينمائي والمصباح الكهربائي، بالإضافة إلى مسجل الاقتراع الآلي والبطارية الكهربائية للسيارة ومسجل الموسيقى.
عانى إديسون الذي ولد 1847 من مشاكل في السمع في سن مبكرة قبل أن يصاب بالصمم، لكنه رغم ذلك شق طريق العلم وقدم الكثير للبشرية، إذ يعد رابع أكثر مخترع إنتاجاً في التاريخ، ويمتلك أكثر من ألف براءة اختراع في أمريكا وفرنسا وألمانيا، وتوفي 1931.
الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينغ
أُصيب ستيفن هوكينغ بمرض عصبى وهو فى الـ21 من عمره، وهو مرض التصلب الجانبي "als"، المرض الذى لا علاج له، والذي جعله قعيداً طوال حياته، وتوقع الأطباء ألا يعيش أكثر من سنتين، لكن القدرة الإلهية أمدت في عمره واستطاع قهر العجز وإبهار الأطباء حتى عمَّر لـ72 عاماً حيث وافاه الأجل في مارس 2018 في منزله بمنطقة كامبردج بإنجلترا.
حصل على الدكتوراه فى علم الكون من جامعة كامبردج، ونال درجة الشرف الأولى فى الفيزياء واستطاع أن يتفوق على أقرانه من علماء الفيزياء، وبطريقة لا تصدق كان يجرى كل الحسابات فى ذهنه، وشارك ابنته الروائية فى كتابة كتب الأطفال لتقديم شرح مبسط عن الكون بطريقة روائية عام 2007.
اشتهر ستيفن بعمله الرائد فيما يتعلق بالثقوب السوداء والنسبية، وأثبت نظرياً أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعاً على عكس كل النظريات المطروحة آنذاك، وألف عدة كتب علمية شائعة بما في ذلك كتاب "تاريخ موجز للزمن".. ويعد أحد أبرز علماء الفيزياء في العصر الحديث ويشبهه الكثير بأينشتاين.
