نجح فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا الأميركية في تحديد 261 جيناً جديداً لم يكن معروفاً من قبل ارتباطها بمرض العمى الوراثي، وذلك من خلال دراسة أجريت على 300 من جرذان التجارب، في إطار برنامج المجموعة الدولية للفاحصات الظاهرية للجرذان، الذي تعد جامعة كاليفورنيا، أحد أعضائه المؤسسين.
وخلال هذا البرنامج يتم تعطيل نشاط جين واحد أو أكثر في الجرذان، بما يسمح باختبار تأثير هذه الجينات، وعلاقتها بالأمراض، وأنتجت المجموعة أكثر من 7000 سلالة من الجرذان الجينية، ونجحوا في تحديد مجموعة من الجينات الضرورية للحياة، وأخرى المرتبطة بالصمم، وكذلك الجينات المرتبطة بأمراض التنفس الوراثية، وأخيرا العمى الوراثي.
ووفق دراسة منشورة أخيراً في دورية كوميونيكيشن بيولوجي «Communications Biology» التي تصدرها دار النشر «نيتشر»، فقد تمكن الباحثون من تحديد 347 جيناً، ثلاثة أرباعها «أي نحو 261 جينا» لم يكن معروفا من قبل أنها تسبب أمراضا بالعيون من أي نوع.
ويقول علاء مشيري، الأستاذ المساعد في طب العيون بجامعة كاليفورنيا، أحد المشاركين في الدراسة، في تقرير نشره موقع البرنامج الخاص بالعلوم البيولوجية التابع للجامعة، حتى وقت قريب من عام 2018. إذا كان لدى أحد المرضى شكل من أشكال العمى الوراثي، يمكننا تحديد السبب من 50 إلى 75 في المائة، في الحالات المتبقية، نعرف أن هناك طفرة وراثية موجودة وسببت المرض؛ لكننا لا نعرف أين ننظر... الآن يمكن لمراكز العين التي تدرس الحمض النووي استدعاء المرضى وفحصهم وفقا لهذه الجينات الجديدة.
ويتوقع مشيري أن يقود عملهم المستقبلي على هذه الجينات إلى ابتكار علاجات جينية للعمى الوراثي، مثل العلاج الذي وافقت عليه إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية في عام 2017. وكان يتعلق بأول علاج جيني للعمى الوراثي الناجم عن خلل في جين (RPE65) في شبكية العين.
من جانبه، أثني الدكتور خالد السيد، أستاذ الوراثة الإكلينيكية بكلية الطب جامعة أسيوط بصعيد مصر، على ما توصلت له الدراسة من نتائج، مؤكداً أن الدراسة على الجرذان، عادة ما تقود إلى نتائج عند تطبيقها على البشر.
مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الدراسات أشارت أخيراً إلى أن أكثر من 90 في المائة من الجينات المرتبطة بالأمراض متشابهة لدى الإنسان والجرذان، وهو ما يعطي لنتائج البحث قيمة كبيرة».