اصطف لاعبو المنتخب السعودي في الحادي عشر من ديسمبر (كانون الأول) 1984، أمام الهاتف داخل فندق مندرين في سنغافورة، للحديث مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز “رحمه الله”.
أمسك صالح خليفة البالغ حينذاك 30 عامًا، سماعة الهاتف بلهفة شديدة، مرعيًا استماعه إلى ثقة خادم الحرمين الشريفين بقدرة المنتخب السعودي على الفوز بكأس آسيا؛ حال تجاوز مواجهة نصف النهائي.
أزالت متابعة الملك فهد بن عبد العزيز “رحمه الله” لنتائج المنتخب السعودي في كأس آسيا 1984، الإرهاق عن صالح خليفة ورفاقه، من آثار جدولة المباريات التي تضع المنتخبات في مواجهة جديدة، كل يومين.
ومرّ “الأخضر” الذي يشارك للمرة الأولى في النهائيات القارية بطريق وعرة للغاية، استصعب معها الوصول إلى شباك المنافسين خلال الأشواط الأولى من مباريات دور المجموعات.
كانت الركلة الركنية في الدقيقة الأخيرة من المباراة الافتتاحية للأخضر في كأس آسيا، كعنق الزجاجة التي خرج منها المنتخب السعودي بأول نقطة في تاريخه مع النهائيات الآسيوية، بالتعادل مع كوريا الجنوبية 1-1.
نفذ صالح خليفة تلك الضربة التي افتتح عبرها زميله ماجد عبد الله الأهداف السعودية في البطولة القارية.. يقول صاحب التمريرة الحاسمة: “كنت أتناقش مع المهاجمين بشكل دوري عن الطريقة الأفضل لإيصال الكرات إليهم”.
في المباراة الثانية أمام سوريا، انطلق ماكينة الأهداف التي لا تهدأ، صالح خليفة، إلى الكرة المتهادية أمامه، وغمزها بسرعة شديدة، بباطن قدمه اليمنى في الشباك السورية.. وانتصر الأخضر بذلك الهدف.
تعرض اللاعب الخلوق، صالح خليفة، إلى البطاقة الصفراء الثانية والأخيرة في مشواره الكروي، خلال المباراة الثالثة من نهائيات 1984، بواسطة الحكم المكسيكي أنطونيو ماركيز.
بعد يومين، جاءه الإداري فهد الدهمش يحمل البشارة، بإزالة الإنذار من سجل اللاعب في البطولة.. وقع الحكم المكسيكي ضحية احتساب بطاقة صفراء، بصورة خاطئة.
يجهل صالح خليفة بعد مرور 34 عامًا على تلك الحادثة، السبب الذي دفع حكم المباراة إلى منحه البطاقة الصفراء، ويقول لموقع الاتحاد السعودي لكرة القدم: “لا أزال أحفظ ملامح ذلك الحكم حتى هذه اللحظة، فلم ارتكب أي مخالفة تستوجب العقاب”.
غاب صانع الألعاب البارز في المنتخب السعودي، بعد 4 أعوام، عن بطولة آسيا 1988، بسبب الإصابة، بعدما سطّر مع بقية زملائه، أمجاد البطولة الأولى التي كانت فاتحة الألقاب الآسيوية للمنتخب السعودي.