نعاني جميعا من صداع الرأس، سواء بشكل دائم أو متقطع أو نادر، ولعل من أشده الصداع النصفي أو الشقيقة. وتتعدد أسباب الصداع حسب الحالة الصحية لكل منا أو العمر أو البيئة أو ضغوط الحياة. نقدم لكم هنا عددا من أسباب الصداع المحتملة.

 

الرؤية الضبابية: قد تصاب بالصداع عندما تحاول التركيز على شيء قريب من وجهك، إذا كنت مصابا بحالة "بُعد النظر"، حيث تبدو الأشياء غير واضحة كلما اقتربت منها، وهو ما يحدث لمعظم الناس بعد سن الأربعين. يمكن ارتداء نظارات طبية أو عدسات لاصقة، أو إجراء جراحة لتصحيح شكل القرنية.
توتر عنقك وكتفيك: هل تداوم على النظر لجهاز الكمبيوتر لساعات طويلة، أو تستخدم هاتفك وأنت تسنده بأذنك على الكتف؟، أي من هذه الحركات قد ينتج عنها "صداع التوتر"، بسبب عنقك وكتفيك. ولعلاج ذلك يمكن أن يساعدك الاستحمام بماء ساخن، أو الوسادة الحارة، أو أدوية خفيفة، مع تمارين رياضية بانتظام، وعليك بالاسترخاء.
عند الجوع: ربما لا تجد شيئا تأكله أحيانا، ما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، وبالتالي حدوث الصداع. لتجنب ذلك، من المفيد تناول عدة وجبات صغيرة بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، والاحتفاظ بوجبات خفيفة صحية مثل المكسرات أو الخضار، اجعلها لحالات الجوع الطارئ.
عدم تناول القهوة: يعتاد جسمك على الكافيين ويذكّرك بخفقان في الرأس إذا نسيت كوبك المعتاد. لو لم تجد القهوة، فإن الشاي الأخضر أو الأسود أو حتى الشوكولاتة الداكنة ستزودك بالكافيين المطلوب. أما إذا كنت ترغب في الإقلاع عنه، فلا تفعل ذلك في مرحلة واحدة، بل خفضه بنسبة 25% كل أسبوع حتى تعتاد عليه.
أثناء العلاقة الزوجية: قد تشعر بألم في رقبتك أو صداع في رأسك بسبب العلاقة الزوجية، وقد يستمر لدقائق أو حتى ساعات. لا داعي للقلق بشكل عام، ولكن أخبر طبيبك فورًا إذا أصبت بالصداع أثناء العلاقة أو بعدها، خاصة إذا كان يحدث لأول مرة أو كان مفاجئًا، فقد يكون علامة على شيء خطير.
التهاب الجيوب الأنفية: نزلة البرد البسيطة يمكن أن تلهب منطقة الجيوب الأنفية، ما يسبب تورمًا وألما يزداد سوءًا عندما تنحني. وقد تعاني من صعوبة في التنفس لأن المخاط، الذي يتغير لونه، لا يُصرف بشكل صحيح. يمكن للأدوية البسيطة مساعدتك في كثير من الأحيان على معالجة الألم، واتصل بطبيبك فقط لو زادت الأعراض سوءا، أو استمرت لفترة.
أكل آيس كريم: يطلَق عليه أحيانًا "صداع الآيس كريم"، ويحدث عندما تأكل شيئًا شديد البرودة، خاصة إذا كنت تأكله بسرعة. وبرغم عدم تأكد الأطباء بأن ذلك يعد سببا، إلا أنه يمكن لدرجة الحرارة الجليدية أن تجعل الأوعية الدموية في الفم تتقلص، ما يؤدي إلى إرسال إشارات الألم إلى العقل. لا داعي للقلق، فغالبًا يختفي هذا الصداع خلال دقيقة أو نحو ذلك. وللوقاية تناول الأطعمة المتجمدة ببطء شديد.
إصابات الرأس: يمكن أن يبدأ الصداع عقب الإصابة مباشرة أو بعد أشهر منها، وقد تكون في مكان الإصابة أو في الجمجمة كلها، وربما تزداد سوءًا إذا كنت مجهداً. ولا يمكن معرفة السبب دائمًا، لكن أحيانا يتراكم الدم في مكان الضربة، أي ورم دموي، وفي الحالات الخطيرة، قد تشعر بالوهن والغثيان والنسيان. راجع طبيبك إذا كان لديك أي من هذه الأعراض.
عدوى بالأذن: قد تصيب البكتيريا أو الفيروسات الأذن الوسطى، وهي المسؤولة عن السمع، ما يتسبب في تراكم السوائل وبالتالي ألم في الرأس، بالإضافة إلى خروج سوائل أو دم أو تقيح. إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، فاتصل بطبيبك، لصرف العلاج للألم والتورم، كما أن معظم الحالات تتحسن دون علاج خلال أسبوع أو اثنين.
الإفراط في المسكنات: تسبب الأدوية المسكنة، حتى الشائعة منها مثل الأسبرين وغيره، الصداع إذا استخدمتها لأكثر من 15 يومًا شهريا، فيما تسبب الأدوية التي تحتوي على الكافيين نفس الصداع في 10 أيام فقط. ويعاني المصابون بالصداع النصفي أكثر من غيرهم، إلا أن طبيبك يمكن أن يساعدك بطرق أخرى تجعلك تشعر بتحسن.
أكلات تسبب الصداع: الناس مختلفون، لكن هناك أطعمة يُرجح أن تسبب صداعا في الرأس، ومنها الجبن القديم، بعض الفواكه والمكسرات، الهوت دوج أو النقانق والمخللات مثل مخلل الملفوف، ومُحَسن النكهة المعروف بالملح الصيني MSG. ويمكن لأي منا أن يكتشف نوع الطعام والوقت الذي يسبب له فيه الصداع، ويقي نفسه منه.
التمارين القاسية: قد تشعر بصداع في رأسك أثناء التمرين الشديد، أو بعد الانتهاء منه، وذلك في رياضات الجري أو السباحة أو رفع الأثقال. لا داعي للقلق عادة، ولكن من الأفضل مراجعة طبيبك للتأكد من أن الأمر ليس خطيرًا، خاصة لو شعرت برؤية ضبابية، أو مزدوجة.
وسادة غير مناسبة: إذا كان وضع جسمك وخاصة رأسك أثناء النوم غير مريح، فقد يسبب لك صداعًا، وإذا تقلبت كثيرا أثناء نومك، فقد يؤدي بك قلة النوم إلى الصداع أيضا. عليك البحث عن وسادة تحافظ على راحة رأسك وعنقك وأن تكون متناسقة مع باقي جسمك، ليكون مستقيما. وعليك باستشارة الطبيب إذا لم تشعر بالراحة في نومك.
متى أتصل بالإسعاف؟: في حالات نادرة، قد يكون الصداع علامة على مرض خطير يتطور ببطء، مثل أورام المخ، أو حالة مفاجئة مثل السكتة الدماغية. اتصل برقم الإسعاف، إذا كان الألم مفاجئًا وشديدًا، مع أي من هذه الأعراض: خدر أو ضعف على أحد جانبي وجهك أو جسمك، كلام مشوش ومرتبك، مشكلة في الرؤية، دوخة، فقدان التوازن.