أُوقفت معلمة في جنوب أفريقيا عن العمل بعد تداول صورة أظهرت تلاميذها وهو يجلسون في حجرة الدراسة مقسّمين إلى مجموعتين على أساس عرقي.
وقالت أم تلميذة سمراء البشرة لموقع "تايمز لايف" الإخباري إنها كانت تعتقد أن أول يوم لطفلتها في المدرسة قد بدأ بداية جيدة حتى رأت الصورة.
وأضافت :"كان من المفترض أن يكون ذلك اليوم ممتعا بالنسبة لي، لكنه لم يكن كذلك".
وقالت السلطات المحلية إنها "أدانت بشدة" الواقعة وأوقفت المعلمة عن العمل "على ذمة التحقيق".
وقال ميلتون نكوسي، مراسل بي بي سي في جنوب أفريقيا، إن بلدة شفايتزر -رينيكي ريفية محافظة لا يتجاوز تعداد سكانها 50 ألف شخص فقط، تحيطها مناطق زراعية يسكنها أصحاب البشرة البيضاء.
وقال سيلو ليهير، وزير التعليم في أقليم نورث ويست، إن المدرسة تقول إن الواقعة كانت تهدف إلى "فصل التلاميذ على أساس من يفهمون اللغة الأفريكانية واللغة الإنجليزية".
وأضاف :"أوقفنا المعلمة عن العمل لأننا نرغب في أن يكون التحقيق عادلا وحرا".
ولا تزال العنصرية متجذرة بشدة في جنوب أفريقيا بعد نحو 25 عاما من انتهاء حكم الأقلية البيضاء، وكانت تستخدم اللغة في الماضي أساسا لاستبعاد المتعلمين من أصحاب البشرة السمراء.
اصطحب أولياء الأمور أطفالهم في أول أيام دراستهم في مدرسة شفايتزر-رينيكي الابتدائية صباح يوم الأربعاء.
ويبدو أن معلمة الفصل أرادت بث روح الطمأنينة لدى أولياء الأمور عن طريق إرسال صورة للأطفال على صفحة خاصة للمدرسة على تطبيق واتس آب.
وتحدث البعض عن جلوس أطفالهم منقسمين على أساس عرقي، أطفال بيض البشرة على طاولة في منتصف حجرة الدراسة، وبعض الأطفال من ذوي البشرة السمراء على طاولة في ركن بعيد.
وبدأ مستخدمون تداول الصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعندما شكا أولياء الأمور إلى المدرسة، بحسب موقع "تايمز لايف"، أُرسلت إليهم صورة مختلفة بعد فترة استراحة التلاميذ تظهرهم وقد "انتقلوا إلى أماكن جلوس مختلفة تضمن عدم فصلهم على أساس العرق".
تجمع محتجون خارج المدرسة صباح يوم الخميس، منهم الكثير من أنصار حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية اليساري المعارض في جنوب أفريقيا، بحسب وسائل إعلام.
كما امتنع بعض أولياء الأمور بيض البشرة عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة خوفا على سلامتهم.
وذهب وزير التعليم في الإقليم إلى المدرسة في بلدة شفايتزر-رينيكي الصغيرة في مهمة لتقصي الحقيقة، بحسب مراسل بي بي سي .
وعقب اجتماع مع هيئة التدريس في المدرسة ومسؤولين في الإدارة التعليمية، أكد ليهير أن المعلمة أوقفت عن العمل.
وقال جوب ليكغورو، المتحدث باسم زعيم الحكومة المحلية: "بوصفنا حكومة ندين أي شكل من أشكال العنصرية، كما نعرب عن أسفنا الشديد لحدوث هذه الواقعة المؤسفة في بلدنا بعد 25 عاما من الديمقراطية".
كما أعربت جوناثان جانسين، خبيرة سياسات التعليم وأكاديمية بارزة سمراء البشرة في جنوب أفريقيا، عن استياء من الواقعة في تغريدة قالت فيها :"إن ما حدث في مدرسة شفايتزر-رينيكي عار كبير. إن لم تستطع قبول الأطفال كأطفال، أخرج من حجرة الدراسة".