واصلت حركة "السترات الصفراء" احتجاجتها في فرنسا يوم السبت، للأسبوع الحادي عشر على التوالي، في ظل انقسام بين قيادات الحركة على جدوى المشاركة في الانتخابات الأوروبية.
وظهر الانقسام بين شخصيات قيادية بين المتظاهرين، الذين جمعهم الاحتجاج على تراجع مستوى معيشتهم، وتعرضت القيادية انغريد ليفاسور، لتهديد بعد اقتراحها تقديم مرشحين في الانتخابات الأوروبية في فرنسا، مايو/آيار المقبل.
ويرفض العديد من المتظاهرين أي علاقة مع الهياكل السياسية الحالية في فرنسا، وكذلك مقاطعة النقاش الوطني الكبير، الذي أطلقه الرئيس إيمانويل ماكرون.
وانضم قيادي أخر وهو سائق الشاحنة إيريك دروي، إلى المتظاهرين الذين يرفضون تقديم إشعار مسبق بتنظيم المظاهرات، ردا على ما يسمونه استفزاز الشرطة.
وبينما تشهد صفوف المتظاهرين انقساما، نجح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تحقيق بعض المكاسب وارتفعت شعبيته قليلا من أدنى مستوياتها، بحسب أحدث استطلاعات الرأي منذ إطلاقه "نقاشا وطنيا كبيرا" في فرنسا، في استجابة لمطالب محتجي "السترات الصفراء".
وأظهر استطلاع BVA نُشر يوم الجمعة، ارتفاع شعبية ماكرون أربع نقاط خلال الشهر الماضي، بعد خسارته 15 نقطة بين يونيو/حزيران ونوفمبر/تشرين الثاني، عندما ظهرت حركة السترات الصفراء.
وأكد 31 في المئة من المشاركين في الاستطلاع، في الفترة من 23 و24 يناير/كانون الثاني، نظرتهم الإيجابية لماكرون فيما أبدى 69 في المئة رأيا سلبيا.
بينما أظهر استطلاع أخر أجراه مركز "أودوكسا" Odoxa في 22 و23 يناير/كانون الثاني، أن 30 في المئة من الناس يعتقدون أنه كان "رئيسا جيدا" ، في حين رأى 69٪ منهم خلاف ذلك.
ويقول محللون إن نتائج استطلاع الرأي تعكس الأداء الحماسي للرئيس ماكرون، 41 عاما، في المناقشات مع رؤساء البلديات والناخبين منذ انطلاق المنتديات العامة في 15 يناير/كانون الثاني.
وقال ماكرون بعد ظهور مفاجئ في مناظرة، يوم الخميس، شارك فيها نحو 250 شخصا في مدينة بورغ دي بايلج، جنوب شرقي فرنسا: "لن أستحوذ على الميكروفون"، في إشارة إلى الاستماع إلى الجميع، وتحدث على مدى ثلاث ساعات.
ويرى محللون أن مكاسب ماكرون الأخيرة جاءت بسبب أدائه في"النقاش الوطني الكبير" على غرار الحملات الانتخابية.
والنقاش الوطني الكبير الذي دعا إليه ماكرون هو سلسلة من الاجتماعات التي عقدت في البلاد خلال الأيام العشرة الماضية.
وأطلق ماكرون مناقشات مجالس المدن في 15 يناير/كانون الثاني، وقضى أكثر من ست ساعات يستمع إلى رؤساء البلديات في قرية في شمال فرنسا.
وانقسم الرأي العام الفرنسي حول المناقشات، ويرى 22 في المائة أنها فكرة جيدة بينما يعارضها 27 في المائة، وينتظر 51 في المائة ما ستسفر عنه، بحسب استطلاع BVA.
وأوضح الاستطلاع أيضا أن 53 في المائة من الجمهور يرون ضرورة استمرار احتجاجات "السترات الصفراء"، بينما يريد 47 في المائة أن تتوقف.
ما هي حركة السترات الصفراء؟
حركة السترات الصفراء، هي حركة شعبية عفوية، خرجت للاحتجاج على زيادات الضرائب التي فرضتها الحكومة الفرنسية نهاية العام الماضي.
وخرج المتظاهرون يرتدون سترات صفراء مثل تلك التي يرتديها السائقون على الطرق السريعة.
واتهم السائقون هذه الضرائب جزءا من استراتيجية الرئيس الفرنسي، لفرض استخدام الوقود الأحفوري في البلاد، ويتهمونه بعدم إدراك مدى الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية.
بينما بررالرئيس ماكرون رفع أسعار الوقود، بارتفاع الأسعار العالمية للنفط في الفصول الثلاثة الماضية من العام الجاري، كما يقول وزير داخليته، إن التراجع في أسعار النفط العالمية في الفترة الحالية سيعوض زيادة الضريبة.
ورغم تراجع الحكومة عن زيادة الضرائب وتجميدها، إلا ان الظاهرات مستمرة وتنطلق يوم السبت، نهاية الأسبوع في فرنسا، وهي مستمرة منذ 11 أسبوعا متصلة.