تحدث الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات العامة الأسبق، عن الدور الذي بذلته المملكة لاحتواء الأوضاع في سوريا، وعن الرسائل التي أرسلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله لرئيس النظام السوري بشار الأسد ينصحه فيها بأخذ إجراءات سياسية عاجلة لتهدئة الأمور بدلاً من قمع الشعب.
الملك عبدالله حذر بشار 3 مرات وأرسل له 200 مليون دولار لإجراء إصلاحات ووقف القمع
وقال الأمير بندر خلال حديثه مع "إندبندنت عربية" إن المملكة حذرت الأسد ثلاث مرات من انفلات الوضع في سوريا، وطلبت منه اتخاذ ما يمكن لإنقاذ الوضع وتطوراته، مبيناً أن الملك عبدالله أرسل مندوباً لبشار برسالة مفادها أن عليه اتخاذ إجراءات لتهدئة الأمور قبل أن تفرط، فوعده بشار بفعل ذلك، لكنه استمر في سياسته القمعية، فأرسل له الملك مندوباً مرة أخرى حذره فيها من استمرار تدهور الوضع، فكان رد بشار "أنه يعي ما يحصل وسيتخذ اللازم لكن هذا يتطلب إصلاحات اقتصادية".
وأضاف الأمير بندر: "أرسل له الملك عبدالله 200 مليون دولار كمساعدة عاجلة لتهدئة الوضع والتعامل مع الأمور سياسياً واقتصادياً، ولكن بشار وبذكائه العجيب والذي يعتقد أنه يستطيع أن يخدع به كل الناس بما في ذلك شعبه، أخذ الأموال دون فعل شيء، بل زاد في القمع والتنكيل بالشعب".
بشار في وادٍ والدنيا في وادٍ آخر
وتطرق الأمير بندر للحديث عما ذكره رئيس الوزراء السوري الأسبق رياض حجاب بعد انشقاقه عن النظام، عن العجائب التي كانت تحدث بداخله.
ونقل الأمير عن حجاب قوله: "إن أول لقاء له مع بشار بعد توليه رئاسة الوزراء حاول شرح الوضع الداخلي لبشار في دير الزور ما يحدث فيها من قَتل وتنكيل بالمدنيين، فكان رد فعل بشار أنه لا عليك، الوضع تحت السيطرة، ولا تشغل نفسك بهالحكي بس فيه هناك عقد التلفونات بدون تجديد وهذا بدك تعطيه لرامي مخلوف، وفيه أرض للدولة لماهر الأسد بدك تشتروها منه".
وأضاف الأمير أن رياض حجاب خرج من الاجتماع ولديه قناعة تامة وهي أن الدنيا في وادٍ وبشار الأسد في وادٍ آخر.
بوتين: بشار سيأتيني حبواً
وقال الأمير بندر إن سبب تدهور الأوضاع في سوريا وتدخل الروس وغيرهم هو تراخي الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مبيناً أن الروس كانوا يتوقعون جدية من أوباما، لكنهم حين شعروا أنه لا جدية منه تحركوا ودخلوا بقواتهم إلى سوريا.
وأشار إلى أنه عندما التقى بوتين في موسكو قال له: "دعوت بشار إلى موسكو أكثر من مرة لكنه لم يأت.. والآن سيأتيني حبواً بيديه وقدميه".
كاميرون يذهب إليه في مزرعته ويترك له رسالة مهمة مع ابنه حول مراوغة أوباما
ولفت إلى أن ما جعله يتيقن أن أوباما يراوغ ولن يفعل شيئاً لحل الأزمة السورية غير الاستهلاك الإعلامي، هو عندما مر رئيس الوزراء البريطاني السابق على مزرعة الأمير بندر خارج لندن، وطلب من أحد أبناء الأمير أن يخبر والده أن أوباما ليس جاداً في سوريا ولن يقوم بشيء وأنه يرفض الاستماع إلى البريطانيين والفرنسيين.
وأضاف أن كاميرون قال لابنه كذلك: "لو بالإمكان أن تبذل السعودية مجهوداً قد يكون هناك تحرك، فقال له ابني: سعادة رئيس الوزراء، والدي لا يدخلنا في العمل، وأنا لا أعدك بإيصال شيء لأننا لا نتدخل، أخبرني ابني بما حدث وقلت له أفضل ما فعلت أنك قلت إنك لن تخبرني وأنكم لا تتدخلون في عملي. وفوراً أخبرت الملك عبدالله، الذي علّق: هذا غير ممكن!".
الأمير سعود الفيصل يسخر من جون كيري
وتحدث الأمير بندر عن موقف مع وزير الخارجية في عهد أوباما جون كيري، حيث أخبره كيري أنه سيستقيل إذا لم ينفذ أوباما وعده فيما يتعلق بالخطوط الحمراء، ولكنه لم يفعل رغم عدم تنفيذ أوباما لوعده، مشيراً إلى أن الأمير سعود الفيصل سخر من كيري خلال مكالمة هاتفية وقال له: تكلمني الآن كمواطن أو وزير خارجية؟ في إشارة إلى أنه من المفترض أن يكون قد استقال بسبب عدم إيفاء أوباما بوعده.