أعلنت جماعة جيش محمد، التي تتخذ من باكستان مقرا لها، مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري في 14 فبراير في القطاع الذي تديره الهند من كشمير والذي أسفر عن مقتل 46 جنديا هنديا على الأقل، ليصبح هذا الهجوم الأكثر دموية ضد القوات الهندية في المنطقة منذ عام 1989.
وتعتبر كل من الهند والأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا هذه الجماعة منظمة إرهابية.
وتسعى جماعة جيش محمد إلى توحيد كشمير وباكستان وتلقى عليها مسؤولية هجمات في الهند وكشمير.
ونسبت وسائل إعلام لمحمد حسن، المتحدث باسم الجماعة القول: "إن عشرات العربات العسكرية الهندية تم تدميرها في الهجوم عندما استهدف المفجر الانتحاري قافلة عسكرية بعربة ملغومة".
ما هو جيش محمد؟
أسس رجل الدين مولانا مسعود أزهر هذه الجماعة بعد أن أطلقت الهند سراحه عام 1999.
وكان أزهر واحداً من ثلاثة رجال أطلقت الهند سراحهم مقابل طاقم وركاب طائرة هندية اختطفت إلى أفغانستان التي كانت تحت سطيرة حركة طالبان حينئذ.
وذكرت تقارير أن أزهر التقى بزعيم طالبان السابق الملا عمر وزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
مولانا مسعود أزهر مؤسس الجماعة
وتلقي الهند باللوم على الجماعة في الهجوم الذي وقع على البرلمان الهندي في نيو دلهي في ديسمبر عام 2001 ونفت الجماعة مسؤوليتها عنه.
وتم حظر الجماعة رسميا في باكستان عقب ذلك الهجوم ولكنها مازالت تنشط بأسماء مختلفة مثل "فرقة أفضل غورو" و"المرابطون" و"طريق الفرقان".
وقد اتهمت الهند مؤخرا الجماعة بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع على قاعدة باثناكوت الجوية قرب الحدود الباكستانية في يناير 2016 وأسفر عن مقتل 3 أفراد من قوات الأمن.
وقتلت القوات الهندية قائد الجماعة نور محمد تنتاري في ديسمبر عام 2017 في ما اعتبر ضربة قوية لها.
ولكن العنف لم يتراجع وذكرت صحيفة The Print الهندية أن الدعم الباكستاني ربما يكون السبب في اتساع نطاق العنف.
ورغم اتهام الهند لباكستان بأنها توفر الملاذ للجماعة فإن الجماعة استهدفت أهدافا تابعة للجيش الباكستاني بل وحاول اغتيال الرئيس الباكستاني السابق برفيز مشرف عام 2003.
ماذا تقول الهند وباكستان؟
دأبت الهند على مطالبة باكستان بتسليم أزهر الذي يتردد وجوده في البنجاب، شرقي باكستان، ولكن باكستان ترفض ذلك مؤكدة أنها لا تتوفر أدلة ضده.
متطرفون يمينيون في الهند يحرقون صور رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ومسعود أزهر مؤسس جيش محمد كما تطالب نيودلهي بإدراج أزهر في قائمة الأمم المتحدة للإرهابيين العالميين، ولكن الصين، حليف باكستان الوثيق، تعرقل هذه الخطوة.
وبعد الهجوم الأخير في كشمير طالبت وزارة الخارجية الهندية باكستان بـ "وقف دعم الإرهابيين والجماعات الإرهابية التي تنشط على أراضيها وتفكيك البنية الأساسية التي يستخدمها الإرهابيون لشن هجمات على دول أخرى".
وتندد باكستان بأية مطالب تربطها بالإرهاب وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية: "نحن ندين دائما أعمال العنف في أي مكان في العالم".