اعترفت شركة "غوغل" بأنها وضعت ميكروفونات سريّة في منتج منزلي، ولم تخبر جمهور المستهلكين عن وجودها. وأوردت الشركة أنها لم تقصد أبداً الإبقاء سراً على أدوات التنصت تلك، وأن عدم الإعلان عنها جرى من طريق "الخطأ". ولا تتضمّن الخصائص التقنيّة لنظام "نِستْ" Nest الذي تصنعه شركة "سكيور" للتنبيه عن المخاطر المنزليّة، إشارة إلى وجود ميكروفون، ولم يمنع ذلك شركة "غوغل" المالكة لشركة "سكيور"، من القول إن ذلك "لم يكن مقصوداً به أن يكون سراً"! وانكشفت تلك الميزة التقنية عقب إطلاق "غوغل" تحديثاً للبرنامج الرقمي لنظام "نِستْ سكيور"، مهمته تمكين المستخدم من استعمال الميكروفون في تشغيل المساعِد "غوغل أسِستانت" الذي يعمل بالصوت في النظام وهو يستند إلى الذكاء الاصطناعي في ردوده عن الاستفسارات والأوامر. وقبل تلك النقطة، لم تكن صفحة نظام "نستْ" على الإنترنت، تذكر شيئاً عن وجود ميكروفون. ومنذها، استمر تحديث البرنامج المتصل بذلك الميكروفون.
وصرح ناطق باسم "غوغل" بأنّ "الميكروفون المثبّت (في نظام "نستْ") لم يقصد به أبداً أن يكون سراً، وكان يتوجّب أن يُعلن عنه ضمن الخصائص التقنيّة لذلك النظام. كان ذلك خطأً ارتكبناه. لم يكن ذلك الميكروفون مُفعّلاً، بل إنه لا يشتغل إلا إذا عمد المستخدم إلى تفعيله تحديداً... غالباً ما تستعمل نُظُم الأمن الرقمي ميكروفونات كي تقدّم ميزات تُفعّل بالصوت. لقد وضعنا الميكروفون في نظام "نستْ" كي نمتلك القدرة على تقديم ميزات إضافيّة مستقبلاً، على غرار التعرّف على تكسّر الزجاج". تشكّل تلك الأداة جزءاً مما تسميه شركة "غوغل" حزمة بدء التشغيل في نظام التنبيه في "نستْ"، وهو يقدّم للمستخدم مجسّات لرصد الحركة، إضافة إلى لوحة مفاتيح تُستَعمَل في التعامل مع الإعدادات المتعلقة بالمواصفات المرغوبة في نظام "نستْ" للأمن المنزلي.
وأوضحت سيليكي كارلو، مديرة حملة "الأخ الأكبر يراقب" Big Brother Watch البريطانية لحماية خصوصيّة الجمهور، أن حادثة دسّ ميكروفون التنصّت لا تساعد في ترميم ثقة الجمهور بالنظم الرقميّة للأمن المنزلي. وأضافت: "من الصعب التصديق بأنّ شركة "غوغل" تهتم بخصوصيّة الناس، بعد أن باعتهم منتجاً أمنيّاً، مدسوسٌ فيه ميكروفون... يبدو الأمر خداعاً أكثر من كونه "غلطة"، ما يخرّب بصورة هائلة ثقة الناس بـ "غوغل". ويظهر أن كثيراً من مخاوفنا في شأن أدوات المنزل الذكي، تبرهن على صحتها... إن سوق تلك الأدوت يميل إلى فرض وضع يكون فيه طبيعيّاً قبول الفكرة القائلة إنّ شركات التكنولوجيا العملاقة تتنصّت باستمرار على خصوصيّة منازلنا. ويجب تحميل شركة "غوغل" مسؤوليّة الإعلان المغلوط عن ذلك المنتج التقني".