عرض كتاب "كوكب واحد" الذي ألَّفه الأمير سلطان بن سلمان صوراً نادرة للحظة انطلاق المكوك الفضائي "ديسكفري" الذي أقلَّ الأمير في رحلته الشهيرة إلى الفضاء قبل أكثر من ثلاثة عقود.

ويعد الأمير سلطان أول رائد فضاء عربي، حيث سافر في رحلة إلى الفضاء استمرت بضعة أيام شهدت إطلاق القمر الصناعي العربي "عرب سات B1"، قبل أن تعود بهم المركبة "ديسكفري" إلى الأرض في قاعدة إدواردز الجوية بولاية كاليفورنيا الأمريكية في 24 يونيو 1985.

نُقل المكوك "ديسكفري" بأجزائه الثلاثة (المركبة، وخزان الوقود الخارجي بني اللون، والصاروخان على جانبي المركبة) من مركز التجمع في مركز كينيدي للفضاء إلى قاعدة الإطلاق، حيث قامت بحمله ناقلة عملاقة تمشي على سيور حديدية مجنزرة كالدبابات المصفحة تسمى "خنفساء الشاطئ".
أفراد الطاقم يخرجون من مقر إقامتهم بالحجر الصحي قبل موعد الإطلاق بثلاث ساعات، حيث يرتدون بزَّات زرقاء غير قابلة للاحتراق.. "براندنستين" قائد الطائرة في المقدمة، ثم نائبه "كرايتون" الطيار، ثم الأمير "سلطان بن سلمان" اختصاصي الحمولة، وخلفه "فابيان"، فـ"بودري"، ثم "لوسيد" و"نايجل" اختصاصيو المهمة.
كان أقارب وأصدقاء أعضاء فريق المركبة "ديسكفري" يشاهدون لحظة الانطلاق في مركز كينيدي للفضاء، وسط مشاعر مختلطة بين الفخر والاعتزاز بذويهم والترقب والقلق على رحلتهم المغامرة.. ويظهر في الصورة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز وعلق عليها قائلاً: "ذكرى بطولة ومشاعر فخر واعتزاز وتمنيات محبة للوطن بأن يعلو ويلامس الغيوم".
ومن بين حضور هذه اللحظة التاريخية أيضاً: الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير المملكة في واشنطن آنذاك، كما يبدو في الصورة التالية وإلى الأمير فهد بن سلمان ثم الأمير أحمد بن سلمان –رحمهما الله-.
ثانية واحدة في العد التنازلي لموعد إقلاع رحلة "ديسكفري" في 17 يونيو 1985.. حيث يبدأ العد التنازلي قبل إقلاع الرحلة بتسع دقائق، يتم خلالها رصد أي خلل فني واستشعاره في أجزاء المكوك، ويتحكم في هذا العد نظام حاسوبي خارج المركبة، وعند الثانية 31 تتسلم حواسيب المكوك الداخلية المهمة.
المراحل الأولى للإقلاع.. ففي تمام الساعة 7:33 صباحاً وبمركز "كينيدي للفضاء" بولاية فلوريدا الأمريكية، اشتعلت محركات المكوك وخرج منها لهيب أصفر أحاط به دخان أبيض كثيف من بخار الماء الناتج عن استخدام نحو مليون لتر من الماء تحت المنصة، لامتصاص طاقة الاهتزازات والطاقة المتولدة من إشعال الصاروخين الداعمين.
المراحل الأولى من انطلاق المكوك وقبل الالتفاف حول محوره الرأسي بمقدار 120 درجة ليأخذ مساره نحو الشرق.. حيث أخذ المكوك بأجزائه الثلاثة ينطلق إلى أعلى رويداً رويداً تاركاً وراءه هالة ساطعة اللون مستطيلة الشكل من اللهيب الأصفر اللامع.
وبعد مضي دقيقتين اختفى المكوك تقريباً عن الأنظار، تاركاً خلفه خطاً طويلاً من دخان رمادي اللون، المكون من بخار الماء وبعض الغازات الناجمة عن حرق نوعين من الوقود الصلب والسائل.