نفى المتهم بتدبير الهجوم على السفارة السعودية في طهران عام 2016 الاتهامات، وأنكر اعترافاته السابقة في هذا الملف، مؤكدا عدم إصداره أمرا باقتحام السفارة.
وفي مقابلة نشرتها مجلة "خيمة" الإيرانية قال حسن كُردميهن: "لم أقل للشباب أن يذهبوا نحو السفارة السعودية، لم أطلب من أحد أن يجهز زجاجات حارقة، لم أكلف أحداً بتأجير حافلات، لم أقل لأحد أن يزيح قوات الشرطة ويقتحم السفارة".
وأكد كُردميهن حضوره للقتال في سوريا دفاعاً عن نظام الأسد وقال: "عندما عاد الشباب إلى بيوتهم وناموا (بعد الهجوم على السفارة)، اتصلت بشبكة الإنترنت من حمص السورية، فرأيت 300 رسالة في جروب شهيد خليلي (على تطبيق التلغرام). بدأت القراءة من فوق، أحدهم كان قد كتب لنذهب، الآخر كتب لنذهب هذه مصالح وطنية والساعة في سوريا كانت الحادية عشرة والنصف. لقد سررت من أعماق قلبي لما حدث".
وأشار كُردميهن بأنه تحدث مع بعض الضالعين في الهجوم بعد انتهائهم وتحدث أيضا عن عودته إلى إيران وقال: "عندما حطت الطائرة كانت هناك 7-8 سيارات في المطار لاعتقالي فكأنما يريدون إلقاء القبض على ريغي (زعيم حركة جيش العدل البلوشية). قلت لهم لم أحظ بشرف المشاركة في هذه الجريمة (الهجوم على السفارة السعودية)".
وأضاف: "قلت للمحققين إن الرسائل (عبر التليغرام) تعود لي لكنها كانت بعد الحادث. ادعوا علي واعتقلت 48 يوماً فعليهم أن يثبتوا ما ادعوه".
وكان حسن كردميهن، وهو رجل دين يرأس جماعات ضغط تدعم سياسات المرشد الأعلى علي خامنئي، قد اعترف بتدبيره فكرة الهجوم على السفارة والتخطيط لها وتحريضه لعناصر وصفهم بـ"أبناء حزب الله الثوريين" من الباسيج والحرس الثوري بالقيام بالمهمة، وتحدث عن "تواطؤ" من قبل حكومة روحاني، التي قال إنها "لم تمنع الهجوم بل سهلت مهمة المهاجمين".
وقال كردميهن في رسالة مفتوحة وجهها إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني في أغسطس/آب الماضي، إن "تواطؤ الحكومة في قضية الاقتحام كان واضحا حيث كان بإمكانها منع المقتحمين لو أرادت ذلك"، موضحا أن "الشبان المهاجمين كانوا يتوقعون أن يتعرضوا للضرب من قبل قوى الأمن والشرطة".
وبحسب نص الرسالة التي نشرها موقع "انصاف نيوز"، اعترف كردميهن، بأنه أصدر أوامره لعناصره من خلال مجموعة عبر قناته في تطبيق "تلغرام" بينما كان هو في صفوف الحرس الثوري في سوريا على جبهات القتال ضد المعارضة.
وأشار في الرسالة إلى تساهل قوات الأمن في التصدي للاعتداء، ما شجع مقربين منه على مهاجمة السفارة بقذائف حارقة واقتحامها على مرأى ومسمع من القوات الخاصة في الشرطة الإيرانية.
يترأس كردميهن ميليشيات "أنصار حزب الله" بمدينة كرج، جنوب غرب طهران، ثم أسس مجموعة أخرى جنوب العاصمة، وكان من منظمي الحملة الانتخابية للواء محمد باقر قاليباف، عمدة طهران الحالي، الذي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2013.