أطلق خادم الحرمين الشريفين والرئيس التونسي محمد الباجي قائد السبسي، اليوم الجمعة، 3 مشروعات وهي "مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز لترميم جامع عقبة بن نافع والمدينة العتيقة بالقيروان"، و"مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز لترميم جامع الزيتونة المعمور"، و"مشروع بناء مستشفى الملك سلمان".
ما هو جامع الزيتونة المعمور أو الجامع الأعظم؟ هو المسجد الجامع الرئيس في مدينة تونس العتيقة، وأكبرها وأقدمها، ويرجع للسُّنة على المذهب المالكي، وتأسس في عام 698م الموافق 79 هجرية، بأمر من حسان بن النعمان، ويعتبر ثاني أقدم مسجد في تونس بعد جامع عقبة بن نافع.
يقع الجامع على مساحة 5 آلاف متر مربع، وبه 9 أبواب، وتتكون قاعته الداخلية من 184 عموداً، جاءت من الموقع الأثري بقرطاج، وتديره مشيخة الجامع الأعظم. وشهد الجامع منذ إنشائه عمليات ترميم وتبديل عبر السلالات الحاكمة التي مرت على تونس، حتى أضيفت له منارة ونودي للصلاة والأذان منها لأول مرة في 26 رمضان 1312.
بعد الاستقلال في 20 مارس 1956، قام الرئيسان الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي بعمليات ترميم مهمة للجامع، إلا أنه شهد تهميشاً كبيراً عقب ذلك، وأغلق في بعض الأحيان. جامع الزيتونة يشبه جامع قرطبة وجامع عقبة بن نافع في القيروان، في التصميم، بفناء خماسي، محاط برواق من القرن العاشر، وبه من الأعمال المعمارية الفريدة، ما يشد انتباه كل من يراها.
جامع الزيتونة له دوره الحضاري والعلمي في العالم العربي والإسلامي، إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه وتثبيت مكانته كمركز للتدريس، حيث ولعب دوراً كبيراً في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب، وفي تأسيس أول مدرسة فكرية بإفريقيا، وكان له دور بارز في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي.