ما حدث لأم كانت تتسوق في مدينة Barboursville بولاية "فيرجينيا" الأميركية، ومعها طفلتها البالغة 5 سنوات، يثبت أن الحضارات في حالة صراع، وصلت منه لأم أميركية قشعريرة رعب مفاجئ، جعلتها تسحب مسدساً كان بحوزتها، لتهدد به أحدهم رأته "يحاول خطف" ابنتها حين كانت مساء الاثنين الماضي في محل للألبسة داخل مركز Huntington Mall التجاري في المدينة.
أرادت أن تخيفه وتحبط نواياه ليترك طفلتها وشأنها، فارتعب منها الرجل وغادر فارا، لكنها أخبرت عنه أمن المركز التجاري، فسعوا بحثا عنه حتى وجدوه، وبدقائق وصل أفراد من الشرطة، تسلموه منهم ونقلوه إلى سجن قريب، حققوا معه فيه، وسجل آخرون منهم رواية الأم، وهي قصيرة لكن ما فيها خطير، وحملهم حتى على الاتصال بالسلطات المصرية عبر قنصليتها حين علموا أن الذي اعتقلوه من مواطنيها. ثم راجعوا ما صورته كاميرا مراقبة داخل محل Old Navy للألبسة، وكانت الأم وطفلتها فيه حين كان هو فيه أيضا.
اتضح من التحقيق أن "المحاول خطف الطفلة" من الإسكندرية، اسمه محمد فتحي حسين زيان، وعمره 54 تقريبا، وفق ما قرأت "العربية.نت" في الإعلام المحلي الأربعاء، ومنه شبكة FoxNews التلفزيونية الأميركية، وبخبرها ورد أنه نفى نيته بالخطف، عبر مترجم استدعوه، لأنه غير ملم بالإنجليزية جيدا، لكن صدى ما حدث كان قد تسرب إلى وسائل الإعلام في الولاية، وعبر الحدود الأميركية بعدها وانتشر في غيرها بدول أجنبية أيضا، لأن الإعلاميين أبرزوا خبره تلفزيونيا وفي المواقع الإعلامية كالمعتاد، ربما لأن "بطل" الخبر مصري، وفتح الشهية على ظن آثم، بأن "الإرهاب" قد يكون الدافع لمحاولة خطف كانت ولم تكن.
انهمر يبكي وأبكاهم معه أيضا
في اليوم التالي تغير كل شيء، فقد أفرجت الشرطة عن زيان، بعد فحصها ما صورته كاميرا المراقبة الداخلية في المحل، وتلاه تغيير الأم لأهم ما بروايتها أيضا، فقد اعترفت أنها بالغت بالعيار حين رأته يطبطب بيده على رأس طفلتها، من دون أن تدري أن قصده كان "مداعبة" بريئة على السريع، كالتي نراها نحن في المنطقة العربية باستمرار. أما هي، ففسرت ما رأت بأنه محاولة منه لشد طفلتها من شعرها وجرجرتها بهدف خطفها، لذلك قالت الشرطة في بيان إفراجها عنه ليلة الثلاثاء، إن الحادث "نتج عن سوء فهم نتيجة اختلاف الثقافات". إلا أن زيان خرج من موقع احتجازه محبطا، والدليل طبقا للوارد محليا بالإعلام، أنه حين وجد أفراداً من عائلته ينتظرونه عند الباب، انهمر يبكي وأباكهم معه أيضا، وكأنهم كانوا في مناحة.
ولم تنتهِ الأمور عند هذا الحد، لأن الأم العجولة بظنها وتصرفها، تواجه تهمة تغيير أقوالها، وزيان قادر إذا أراد على مقاضاتها، فقد هددته بمسدس وذكرت عنه معلومات جعلته يبدو شريراً، كما يمكنه مقاضاة وسائل إعلام أشارت إليه بالسوء، ثم ألغت ما بثت خشية التوابع، ومن يقم بما قامت به "العربية.نت" ويكتب مثلا Egyptian Zayan في خانة البحث عن فيديو ترد فيه الكلمتان بأحد مواقع التصفح، وأهمها "غوغل" الشهير، فسيعثر على مواقع كثيرة بثت مقاطع "فيديوية" خبرية عن محاولته "خطف" الطفلة، وحين يضغط الباحث على أي رابط ليشاهد الفيديو ويستمع إلى الخبر، فسيجد نفسه كما "حنين" الشهير ببحثه عن فردة خف وجده بصحراء الحجاز، لأن المواقع الإعلامية الأميركية حذفت ما بثته تلفزيونيا عنه تماما، والقليل منها بث خبر الظلم الذي لحق به وبعائلته في بلاد جاءها باحثا عن عمل.