توعد نائب بالبرلمان التونسي رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالقتل رميا بالرصاص بتهمة "الخيانة العظمى"، بسبب توقيع الأخير على اتفاقية اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، في خطاب غير مألوف صدم التونسيين.
وقال النائب فيصل التبّيني، رئيس حزب الفلاحين في فيديو نشره على صفحته في "فيسبوك" السبت مخاطباً الشاهد: "إذا تمّ الإمضاء على اتفاقية "الأليكا"، ووصلت إلى الحكم، فسيكون مآلك الإعدام رميا بالرصاص في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة على مرأى من كل التونسيين".
وتواجه الحكومة التونسية وعلى رأسها يوسف الشاهد، هذه الأيام، ضغوطا كبيرة من قبل المجتمع المدني والأحزاب المعارضة، بهدف التراجع عن توقيع اتفاقية التبادل الحر والشامل والمعمق، المعروفة بـ"الأليكا" مع الاتحاد الأوروبي، بسبب عدم توازن القوى الإنتاجية بين تونس وأوروبا خاصة في قطاع الزراعة والخدمات.
وفي هذا السياق، اعتبر التبّيني أن هذه الاتفاقية "استعمار جديد من الاتحاد الأوروبي، وفي حال الإمضاء عليها فسيصبح التونسيون عبيداً"، داعياً الفلاحين للثورة، ومطالبا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بالتدخل لمنع تمرير الاتفاقية.
جدل واستهجان
وأثارت هذه التهديدات جدلا واسعا في تونس، بشأن تدهور مستوى الخطاب السياسي نحو مزيد من العنف الذي وصل إلى حدّ رفع السلاح، وحالة الاحتقان التي باتت تطبع علاقة السياسيين ببعضهم بعضا مع اقتراب الانتخابات، لمجرد وجود اختلاف في الآراء والمواقف.
وندّد حزب "تحيا تونس" الذي يتزعمه الشاهد، في بيان، بتصريحات التبيني، ووصفها بـ"المشينة واللامسؤولة في حق رئيس الحكومة"، وعبّر عن دعمه التام للشاهد "في ظل الهجمات المتكررة التي يتعرّض لها منذ انطلاق البعض في حملات انتخابية مبكّرة".
كما استنكر الحزب "هذا الخطاب التحريضي والدعوة إلى العنف التي بلغت مداها اليوم بالدعوة إلى القتل"، معتبرا أن "الجنوح إلى مثل هذه الشعبوية من بعض الأطراف في المعارضة دليل على إفلاس سياسي".
ودعا جميع القوى السياسية إلى التفاعل الإيجابي مع "مبادرة إبرام ميثاق الأخلاق السياسية التي أعلن عنها رئيس الحكومة يوسف الشاهد"، لا سيما في هذه السنة الانتخابية، التي "يفترض أن يكون المناخ السياسي خلالها خاليا من شوائب العنف والكراهية".