حصلت شركة فيسبوك على دعم أكثر من اثنتي عشرة شركة من أجل عملتها الرقمية المشفرة الجديدة المسماة Libra، والتي تخطط للكشف عنها الأسبوع المقبل وإطلاقها العام المقبل، وذلك وفقًا لتقارير صحيفة وول ستريت جورنال.
وتشمل هذه الشركات مؤسسات مالية كبرى، مثل فيزا Visa؛ وماستركارد Mastercard، وشركات إنترنت وتجارة إلكترونية واتصالات، مثل باي بال PayPal؛ وأوبر Uber؛ و Stripe؛ و Booking.com.
وسيستثمر كل منهم زهاء 10 ملايين دولار لتمويل تطوير العملة، وسيصبحون جزءًا من اتحاد عملة Libra، وهي اتحاد مستقل يحكم العملة الرقمية بشكل مستقل عن فيسبوك.
وتُعد مشاركة الشركات المالية الكبرى، مثل فيزا Visa؛ وماستركارد Mastercard، أمرًا مثيرًا للاهتمام، وذلك لأن العملات المشفرة عادةً ما تعتبر بديلاً أرخص بالمقارنة مع خدمات الدفع التقليدية.
وتتوقع وول ستريت جورنال أن هذه الشركات ترغب في المشاركة حتى تتمكن من مراقبة طموحات الدفع الخاصة بشركة فيسبوك، فضلاً عن الاستفادة من شعبية العملة في حال انطلاقها مع مستخدمي فيسبوك النشطين البالغ عددهم 2.4 مليار شخص.
أما بالنسبة إلى فيسبوك، فإنها تعتقد أن إيجاد هيئة مستقلة قد يزيح عن كاهلها مسؤولية كبيرة تجاه المستخدمين والمنظمين، الذين أصبحوا أكثر حذراً من مقدار القوة التي تتمتع بها فيسبوك.
وتريد فيسبوك إيجاد عملة رقمية توفر طرقًا معقولة وآمنة لتسديد المدفوعات، بغض النظر عن امتلاك المستخدمين حسابًا مصرفيًا من عدمه، وتأمل في منافسة الشبكات الحالية، عن طريق كسر الحواجز المالية، والتنافس مع البنوك، وخفض تكاليف المستهلك.
وكانت المعلومات المتعلقة بمشروع فيسبوك المسمى Project Libra لإطلاق عملية رقمية، قد ظهرت لأول مرة في شهر ديسمبر الماضي.
وقال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، في مؤتمر للمطورين في وقت سابق من هذا العام: إن المدفوعات هي مجال يمكن للشركة جعله أسهل بكثير، وأعتقد أن عملية إرسال الأموال لشخص ما يجب أن تكون بنفس سهولة إرسال صورة.
ومن المفترض أن يتم الكشف عن العملة المشفرة بتاريخ 18 يونيو، مع طرحها بشكل كامل خلال عام 2020، ومن المتوقع أن تعمل بمثابة عملة مستقرة، بمعنى أنها ستكون مربوطة بسلة من العملات الحكومية من أجل الحد من التقلبات المرتبطة عادةً بالعملات المشفرة مثل بيتكوين Bitcoin.
ويمثل الاستقرار مصدر قلق رئيسي، حيث تأمل فيسبوك في أن تجذب عملتها الرقمية المستخدمين في البلدان النامية وأن تصبح بديلاً عن العملات المحلية الأكثر تقلبًا.
وبالإضافة إلى السماح للمستخدمين بإرسال الأموال عبر منتجاتها للتراسل، مثل واتساب؛ وماسنجر، فإن فيسبوك تأمل في أن يسمح تعاونها الجديد مع شركات التجارة الإلكترونية للمستخدمين بإنفاق العملة عبر الإنترنت.
وتفيد التقارير أن الشركة تبحث أيضًا إمكانية تطوير أجهزة طرفية تشبه أجهزة الصراف الآلي ATM من أجل مساعدة الأشخاص على تحويل أموالهم إلى عملة Libra.
ويتعين على فيسبوك التغلب على العديد من العقبات التنظيمية قبل أن تتمكن من إطلاق العملة، كما تحتاج إلى معالجة المخاوف المتعلقة بالاحتيال وغسل الأموال، وهو مصدر قلق داخل الاتحاد.
ويقال إن فيسبوك اجتمعت مع محافظ بنك إنجلترا، مارك كارني Mark Carney، لمناقشة فرص ومخاطر العملة، بالإضافة إلى الاجتماع مع شركات تحويل الأموال، مثل ويسترن يونيون Western Union.
ويجب على فيسبوك إدارة الجوانب التنظيمية للعملة بشكل صحيح في حال أرادت لعملتها النجاح في الأسواق الرئيسية مثل الهند، والتي اتخذت موقفًا عدائيًا تجاه العملات المشفرة في السنوات الأخيرة.