يعود أول توثيق لزيارة ياباني للجزيرة العربية إلى ياماوكا كوتارو، المسلم الذي أطلق على نفسه اسم "عمر"، وذلك عندما قدم لأداء فريضة الحج عام 1909، فمن هو عمر ياماوكا، الذي وثقت سيرته العديد من الكتب، وأصبح اسمه متربطاً بتاريخ الإسلام في اليابان، ذلك البلد الذي تأخر وصول الإسلام إليه مقارنة بالعديد من الدول الأخرى في وسط وشرق آسيا.
ولد ياماوكا عام 1879 في مدينة فوكوياما، وعمل مترجماً في الجيش الياباني خلال الحرب اليابانية الروسية عام 1904، بحكم تخصصه الدراسي في اللغة الروسية، وفي منطقة منشوريا الواقعة بين الصين وروسيا، التقى بجنود في الجيش الروسي مسلمين من آسيا الوسطى، وبفضل إجادته للغة الروسية استطاع أن يفهم تعاليم الإسلام بشكل جيد.
واعتنق ياماوكا الإسلام في بومباي الهند على يد الداعية التتاري الشيخ عبد الرشيد إبراهيم وذلك في 1909، وكان الشيخ عبد الرشيد راجعاً من رحله دعوية له إلى اليابان وفي طريقة إلى الديار المقدسة لأداء الحج، فرافقه ياماوكا، وفي إحدى الجزر اليمنية، أثناء رحلتهما، طلب القنصل الإنجليزي مقابلة "عمر"، لمعرفة سبب قدوم ياباني لأداء فريضة الحج؛ غير أنه رفض مقابلته، بحجة أنه في أرض تابعة للدولة العثمانية، ولا حاجة له في لقاء انجليزي.
وأثناء إقامته في مكة المكرمة التقى ياماوكا بالعديد من الشخصيات الإسلامية، وكان الحديث دائماً عن اليابان وضرورة تحرك المسلمين لنشر الدين الإسلامي فيها، وبعد الانتهاء من مناسك الحج انضم الشيخ عبدالرشيد والحاج عمر ياماوكا إلى قافلة متجهة إلى المدينة المنورة، وهناك التقيا بالعديد من العلماء والأشراف، وبدعوة من محافظ المدينة المنورة آنذاك علي رضا باشا، عقد اجتماعاً كبيراً في باب العنبرية ترحيباً بالزائر الياباني، الذي وجد تكريماً من أعيان المدينة المنورة.
توفي ياماوكا أول زائر ياباني للجزيرة العربية عام 1959، بعدما عاش فترة طويلة من حياته في مصر وتركيا، وألف حوالى 10 كتب، آخرها كان بعنوان "الإسلام واليهودية"، وبعدما قدم العديد من المحاضرات عن الإسلام في اليابان مساهماً في نشر الدعوة هناك.