تعد الحوكمة من أهم أهداف إستراتيجية دعم الأندية وهو ما دفع الهيئة العامة للرياضة لتبنيها من أجل الحفاظ على الاستقرار الإداري والمالي للأندية لتقليل اعتمادها على غيرها والقضاء على العجز المالي من خلال تقليل الفجوة ما بين أهداف واستراتيجيات الأندية والنتائج التي تحققها.
وأن تطوير منظومة الحوكمة للأندية يُسهم في تطوير الأندية على الصعيدين الرياضي والإداري ورفع مستوى الألعاب المختلفة وتنمية القطاع الرياضي اقتصاديًا من خلال جذب المستثمرين وزيادة الفرص الوظيفية كما تعزز الاستقرار المالي للأندية.
ما الحوكمة:
هي مجموعة من القوانين والنظم والقرارات تهدف إلى تحقيق الجودة والتميز في الأداء.
ورصدت الهيئة العامة للرياضة مبلغ 20 مليون ريال من ميزانية إستراتيجية دعم الأندية لتطوير منظومة الحوكمة في الأندية هو تأكيد أهميتها مستقبلاً لرياضتنا، ولاسيما بعد أن أصبحت الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بشكل خاص صناعة عالمية، وللحديث أكثر عن الحوكمة وأهمية لرياضتنا بادرت "سبق" بسؤال أهل الاختصاص.
حيث أكد المستشار القانوني صالح الأطرم أن الدعم غير المسبق من قِبل سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله للأندية الرياضية، والذي أعلن عنه الأمير عبدالعزيز بن تركي رئيس الهيئة العامة للرياضة، يعني الشيء الكثير، كما أن التحفيز الكبير الذي خصصته هيئة الرياضة للأندية بتطوير منظومة الحوكمة، بتخصيصها عشرين مليون ريال دعم مرتبط بتطوير منظومة الحوكمة، يعد تحولاً كبيرًا في إرساء مبادئ الكفاءة والفعالية الإدارية في قطاع الرياضة، وإلغاء الفردية في اتخاذ القرارات، فيكون القرار عن طريق لجان متبعة لأنظمة مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات مدروسة وذات نتائج إيجابية عالية ومخاطر منخفضة.
وتابع مفهوم الحوكمة بشكل مبسط هو وضع السياسات والقواعد والعمليات والممارسات، ويتم متابعة تنفيذها من قِبل أعضاء مجلس الإدارة بشكل صحيح، بهدف تعزيز ازدهار المنظمة وسلامتها وشفافيتها.
وأضاف أن أكبر ما تعانيه الأندية الرياضية اليوم هو عدم تطوير الحوكمة في الحفاظ على مصالح أطراف المصلحة مثل العلاقة بهيئة الرياضة وبالجمعية العمومية وبمجلس الإدارة وبالنادي وبالجمهور وبالمحاسب القانوني وبالمستثمر والرعاة وهكذا، وبسبب عدم تطوير منظومة الحوكمة أصبح من الصعب على المنظمات سواءً داخلية أو خارجية أن تستثمر في الأندية الرياضية بشكل مستدام.
وكشف الأطرم تتجلى الحكمة في قرارات وعمل الهيئة فيما يخص الحوكمة بالتدرج، وبالخطوات المنتظمة، ففي عام ٢٠١٦ عُقدت ورشة عمل بعنوان "حوكمة الأندية وتعثرها المالي وديونها"، وفي عام ٢٠١٧ صدرت مسودة لائحة (حوكمة الأندية الرياضية وإجراءات تعثرها المالي)، ثم بإعلان التخطيط ليكون الدوري السعودي من أفضل عشر دوريات بالعالم، واليوم تعلن الهيئة أنه تم تخصيص عشرين مليون ريال للنادي الذي يطور منظومة الحوكمة، ولا يستبعد أن تكون الحوكمة بصفة عامة في السنة القادمة أو التي تليها شرط أساس لأي دعم مادي.
وأشار إلى أنه يعد تطوير منظومة الحوكمة من الأهداف الإستراتيجية للهيئة، ومصطلح (التطوير) يحتاج إلى تحديد دقيق ورسم معايير محددة، مما قاد الهيئة إلى تحديد تطور منظومة الحوكمة في ست فئات وهي فئة الإستراتيجية والقيادة، فئة الالتزام والتحكيم والرقابة، فئة الإدارة المالية، فئة اللوائح الداخلية، فئة الهيكلة الإدارية والموظفين، فئة الإدارة التشغيلية.
وقد قيّمت الهيئة العامة للرياضة المستوى الحالي لحوكمة الأندية على أنه أقل من المتوسط وقريب من المستوى الأدنى.
وقال المحامي صالح الأطرم يجب على الهيئة العامة للرياضة تشكيل لجنة (قانونية إدارية مالية) لرسم ووضع قائمة معايير محددة وأسس واضحة وسلسة لمتابعة وإرشاد الأندية الرياضية لحوكمة أنديتهم، وتقييم كل نادٍ. وبذلك تستطيع الهيئة تحفيز جميع الأندية لحوكمة أنديتهم، وضمان استمرارية تطوير منظومة الحوكمة، وكذلك معرفة العقبات الإدارية والتنظيمية التي تعرقل الحوكمة.
وطلب الأطرم من هيئة الرياضة تنظيم مؤتمر عالمي سنوي للحوكمة الرياضية؛ لتثقيف وتحفيز المجتمع الرياضي بأسره ولدعوة المختصين بالعالم والشركات العالمية للرعاية والمشاركة.