أفادت توقعات أخيراً، بأن «أبل» اتخذت قراراً بإضافة خاصية العمل مع شبكات الجيل الخامس للمحمول إلى جميع الطرز الجديدة من هواتف «آي فون» المتوقع طرحها خلال العام المقبل 2020، وعددها ثلاثة طرز، لتعمل بالتقنيتين الرئيستين لشبكات الجيل الخامس للمحمول، وهما تقنية «الموجات الملليمترية» الفائقة السرعة التي تستخدم عادة في المناطق الحضرية كثيفة السكان والاستخدامات، وتقنية طيف 6 غيغابايت الفرعي، التي تستخدم في المناطق الريفية المفتوحة، الأقل في الكثافة السكانية.
جاء ذلك، في توقعات قدمها أشهر محلل متخصص في شؤون «أبل» ومنتجاتها وخططها، مينغ تشي كو، في مذكرة مكتوبة للمستثمرين وحملة أسهم «أبل»، ونقلها عنه موقع «ماك رومرز» macrumors.com، ودائماً ما كانت توقعاته خلال السنوات الماضية تأتي صحيحة، وتوافق ما تقدم عليه «أبل» على أرض الواقع.
وأكد مينغ تشي كو، أن قرار «أبل» بإضافة خاصية العمل مع شبكات الجيل الخامس للمحمول يرجع إلى ثلاثة أسباب، الأول: هو أنها استحوذت على وحدة إنتاج أجهزة «مودم» الهواتف المحمولة بشركة «انتل»، في صفقة قاربت المليار دولار، التي زودتها بنحو 2200 مهندس، و17 ألف براءة اختراع، أضيفوا الى مصانع «آي فون»، ومن ثم باتت لديها القدرة على تعديل الهواتف المحمولة، لتعمل بوحدات «مودم» قادرة على الاتصال بشبكات الجيل الخامس للمحمول. كما بات من المحتم عليها استثمار ما تم إنفاقه في هذه الصفقة، في إضافة المزيد من القدرات التنافسية والخواص الجديدة لهواتف «آي فون».
والسبب الثاني، أن «أبل» لديها مشروع يشكل جزءاً كبيراً من رؤيتها المستقبلية، وهو خاص بالتوسع في التطبيقات والبرامج والنظم المستندة إلى تقنيات الواقع المعزز عبر الهواتف المحمولة، والبرامج والتطبيقات المستندة لهذه التقنية تحتاج إلى سرعات عالية جداً في الاتصال بشبكات الاتصالات المحمولة، سواء عبر الجيل الرابع الذي يعمل حالياً، أو الجيل الخامس الأكثر سرعة ومواءمة للواقع المعزز واحتياجاتها. وبالتالي فإن انتاج هواتف تدعم الجيل الخامس، يعمل في الوقت نفسه على تعزيز البيئة المناسبة لنشر تطبيقات الواقع المعزز، ويضمن لها قدراً كبيراً من التسارع مستقبلاً.
أمّا السبب الثالث، فهو أن إضافة خاصية دعم الجيل الخامس، تساعد أجهزة «آي فون» على التنافس بشكل أفضل مع هواتف «أندرويد» التي تدعم الجيل الخامس، خصوصاً أن «أبل» تنوي أن تكون أسعار هواتفها المزودة بالجيل الخامس منافسة من حيث السعر أو أرخص من هواتف «أندرويد».
الجيل الخامس
وأشار مينغ تشي كو، في مذكرته إلى أن «أبل» ستستخدم في هواتفها، خواص الربط مع التقنيتين الشائعتين في الجيل الخامس، الأولى: هي التقنية المعروفة باسم «الموجات الملليمترية»، وهي التقنية التي تحقق السرعات الفائقة، التي عادة ما يتم الحديث عنها عند عرض قدرات الجيل الخامس للمحمول، ويشيع استخدامها في جميع المناطق خصوصاً المناطق الحضرية الأكبر في كثافتها السكانية، وفي مستويات استخدامها للاتصالات المحمولة لنقل وتبادل البيانات.
والتقنية الثانية هي «6 غيغاهيرتز الفرعية»، التي تعمل بمستويات متوسطة ومنخفضة السرعة، لكنها إجمالاً تُعد أسرع بأضعاف عدة من الجيل الرابع الحالي. وعادة ما تستخدم في المناطق الريفية الأقل كثافة في عدد السكان، والأقل في حجم البيانات التي تتناقلها عبر الشبكة.
«آي فون جي 5»
وعلق بعض الخبراء على هذه التسريبات بالتساؤل حول ما إذا كان قرار «أبل» بتزويد هواتفها بخاصية الجيل الخامس لتصبح «آي فون جي 5» يعني شيئاً أو يمثل فرقاً بالنسبة لأصحاب الأعمال، ومن ثم ينعكس ذلك بصورة إيجابية على مبيعاتها.
وفي هذا السياق، قالت نائب رئيس النظم المحمولة بشركة «كاناليس» للاستشارات والبحوث، نيكول بينغ، إن «قرار (أبل) لا يمكن التعويل عليه في تحقيق طفرة مبيعات تنقذ (آي فون) من المصاعب التي تواجهها، وموجة الهجرة وتراجع الولاء التي تحدث لها لمصلحة بعض منافسيها وعلى رأسهم (سامسونغ)، وهواتفها من عائلة (غالكسي إس)».
وأرجعت بينغ، ذلك لثلاثة عوامل، «الأول، أن تبني الهواتف الذكية لخاصية الجيل الخامس للمحمول لا تعني بالضرورة نشراً ناجحاً وواسع النطاق للجيل الخامس نفسه، فهذا سيستغرق وقتاً طويلاً وأكثر تعقيداً مقارنة بالجيل الرابع والأجيال السابقة عليه، فضلاً عن التكلفة الباهظة، ما يفرض مزيداً من الضغط على المشغلين وأصحاب الشبكات، الذين يواجهون بالفعل انخفاضاً في العائدات ومزيداً من المنافسة في الأسعار، وهذا معناه أن التغطية بالجيل الخامس ستكون محدودة، وبالتبعية ستقل الفائدة الإضافية التي يمكن أن توفرها الهواتف المزودة بخاصية الجيل الخامس، وتجعل الأمر محصوراً في المناطق التي تغطيها شبكات الجيل الخامس، والمحصلة النهائية أن المستخدمين لن يلاحظوا اختلافاً واضحاً وكبيراً عند شرائهم لهواتف الجيل الخامس».
وأشارت إلى أن العامل الثاني هو أن سرعات الجيل الخامس المحققة عملياً حتى الآن، لم تصل إلى السرعات المفترضة نظرياً، أو المعتاد الحديث عنها، بل لاتزال تواجه بعض المتاعب في التشغيل، وأظهرت التحليلات الميدانية أن مستويات السرعة في شبكة «فيريزون» للجيل الخامس الجديدة في شيكاغو، كانت متنوعة وبها فوارق واضحة. ففي بعض الأحيان وصلت إلى 600 ميغابايت في الثانية كسرعة تنزيل، وفي بعض الأحيان بلغت 634 ميغابايت في الثانية.
أمّا العامل الثالث، حسب بينغ، فهو الأوضاع السائدة في سوق الهواتف، حيث أكد تقرير صادر عن شركة «كاناليس» أخيراً، أن عدد الأجهزة الذكية المزودة بتقنية الجيل الخامس سيبلغ 800 مليون وحدة في عام 2023، يمثل 51% من جميع شحنات الهواتف الذكية، ومن المتوقع أن تشكل الصين معظم شحنات الهواتف الذكية من الجيل الخامس بنسبة 34%، تليها أميركا الشمالية بنسبة 19%، وآسيا والمحيط الهادئ بنسبة 17%، ومعنى ذلك أن هواتف الجيل الخامس لن تتجاوز هواتف الجيل الرابع إلا بعد مرور أربعة أعوام على الأقل، وخلال هذه الفترة لن تكون خاصية الجيل الخامس عاملاً حاسماً في حدوث تغييرات جوهرية بأوضاع الهواتف الذكية بما فيها «آي فون».
توقع المحلل المتخصص في شؤون «أبل»، مينغ تشي كو، أن تعمل هواتف «آي فون 2020» بشاشات مقاس 5.4، و6.1، و6.7 بوصات، وجميعها سيتم تصنيعها بتقنية «أو إل إي دي»، أمّا شرائح «المودم»، فيتوقع أن تظهر في هواتف «آي فون» عام 2021.
«أبل» تستهدف زيادة المنافسة مع «أندرويد» عبر تقديم الخاصية الجديدة بأسعار معتدلة.