رصد تقرير إعلامي مراحل تطور رحلات وصول ضيوف الرحمن من مختلف أصقاع الأرض إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، منذ أن بدأت باستخدام الجمال والسير على الأقدام حتى مبادرة طريق مكة.
وأوضح التقرير أن الرحلة التي كانت محفوفة بالمخاطر، وتستغرق أسابيع أو أشهراً أصبحت الآن لا تتعدى الساعات فضلا عن الأمان والرفاهية التي تتسم بها.
وبين وفقا لصحيفة "مكة"، أن المسافة من المدينة إلى مكة خلال العام العاشر الهجري كانت تستغرق نحو 8 أيام، حيث خرج النبي الكريم من المدينة حاجا في الـ 26 من ذي القعدة، ومعه نحو 100 ألف من الرجال والنساء، قضوا 8 أيام سيرا بالرحال وعلى الأقدام إلى أن وصلوا مكة في 4 من ذي الحجة.
ولفت التقرير إلى أن الرحلة من مصر إلى المدينة المقدسة في العام الـ23هـ، كانت تستغرق نحو 10 أيام، حيث كان طريق الحج القديم عبر سيناء مقسما إلى 3 مراحل يقطعها الحجاج عبر قوافل السفن بعد أن أعاد عمرو بن العاص حفر الخليج المصري زمن الأمويين.
وأشار إلى أن درب الحجاج المصريين كان للأفارقة أيضا والأندلسيين وكان يستغرق مع دوابهم وأمتعتهم سيرا بالرواحل وعلى الأقدام نحو 30 يوما، مبينا أن رحلة الحج من دمشق إلى مكة كانت تستغرق نحو 25 يوما في عام 674 هـ، وكان الحجاج يركبون فيها الجمال والخيول، ومنهم مَن يستأجر محفة (خشبة ذات جنبين تُحمل على الجمال) يركبها رجلان متعادلان في الجسم.
وانتقل التقربر إلى العام 1326هـ، حيث كانت تستغرق الرحلة من دمشق إلى المدينة المنورة نحو 5 أيام، وذلك عبر سكة حديد الحجاز، التي أُنشئت لخدمة الحجاج وربط أقاليم الدولة الإسلامية، واستمرت تعمل على نقل الحجيج 9 سنوات إلى أن تأثرت خلال الحرب العالمية الأولى.
كما استعرض رحلة الحجاج من اليابان إلى مكة بالباخرة في العام 1356هـ، وكانت تستغرق 33 يوما.
إلى أن ظهر نظام النقل الحديث وتوفر السفر الجوي، والذي بدأ بأولى رحلات الحج الجوية من مصر إلى المملكة والتي استغرقت وقتها 5 ساعات تقريبا، ثم تطور الأمر إلى مبادرة طريق مكة والتي سهلت كثيراً على الحجاج خاصة القادمين من شرق آسيا، حيث أصبح الأمر لا يستغرق سوى ساعات بسيطة لإنهاء الإجراءات والوصول وبدء أداء المناسك.