قال الامين العام لجامعة الدول العربية يوم الاثنين إن روسيا والصين خسرتا رصيدا دبلوماسيا في العالم العربي باعتراضهما بحق النقض (الفيتو) على قرار الامم المتحدة بشأن سوريا وربما بعثتا برسالة الى دمشق بأن لها مطلق الحرية في قمع الاحتجاجات.
واستدرك نبيل العربي بقوله انه سيواصل العمل مع موسكو وبكين والاعضاء الاخرين في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لوضع حد لاعمال العنف التي تصاعدت يوم الاثنين بقصف مدينة حمص السورية الذي قال نشطاء انه اسفر عن مقتل 50 شخصا.
وقال العربي لرويترز ان استخدام حق النقض (الفيتو) كان "كشفا للحقيقة" في نظر جماعات المعارضة السورية التي ترفض حتى الان دعوة الجامعة للحوار مع حكومة الرئيس السوري بشار الاسد فقد أظهر لهم أن العرب ليسوا من يعرقل اتخاذ اجراءات أكثر صرامة ضد دمشق انما القوى العالمية المنقسمة فيما بينها.
وقال الامين العام في مقابلة مع رويترز بمقر الجامعة في القاهرة "للاسف قرر الوفدان الروسي والصيني في اللحظات الاخيرة استخدام الفيتو وهنا يجب القول بأن مسألة حق النقض سواء استخدمته روسيا أو أي بلد اخر أمر غير مقبول."
وتابع العربي قوله "انا لا الوم عليهم لكن المعارضة السورية كانت تخضع لوهم أن الجامعة العربية تقف بينهم وبين الحل -الحل هو السيناريو الليبي- لكن السيناريو الليبي ليس مناسبا لهذا الوضع."
وخلال الانتفاضة الليبية دعم العرب فرض منطقة حظر جوي على ليبيا مما أدى الى قرار للامم المتحدة وضربات جوية لحلف شمال الاطلسي بعد ذلك. في حين استبعد العرب والقوى العالمية القيام بعمل عسكري ضد سوريا.
وبسؤاله عما اذا كانت موسكو وبكين قد خسرتا رصيدا دبلوماسيا في العالم العربي بعد الفيتو قال العربي "ان الجواب المختصر هو نعم." لكنه اضاف أن العرب سيعملون معهما "لاننا في حاجة اليهما."
وقال العربي انه تحدث مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي في وقت سابق يوم الاثنين وقال ان لافروف سيقدم مبادرة لدمشق في زيارة هناك اليوم الثلاثاء. ولم يقدم تفاصيل وعندما سئل عما اذا كان يعتقد انها يمكن ان تنهي الازمة قال "هم يعتقدون ذلك."
والعربي الذي يشعر بخيبة الامل لاستخدام الفيتو قال انه غادر نيويورك الاسبوع الماضي بعد احاطة مجلس الامن واجراء محادثات مع روسيا والصين معتقدا أنه يمكن حل اي خلافات من خلال تعديل بعض العبارات.
وتابع قوله "غادرت مساء يوم الاربعاء بهذا التفاهم. بحلول الجمعة كانت هناك بعض المسائل الاخرى" التي حالت دون اتفاق لكنه قال انه لم يتضح ما هذه المسائل.
وقال العربي الذي قضى سنوات كدبلوماسي في الامم المتحدة "لم تكن هناك حاجة لاستخدام للفيتو فقد كنا على وشك التوصل الى نتيجة بشأن هذا القرار الذي كان يدعمه الجميع. ربما فسرت الحكومة (السورية) بالتأكيد ذلك بأن المجتمع الدولي غير قادر على فعل أي شيء و(لذلك) يمكننا ان نفعل ما نريد."
وكان قرار الامم المتحدة سيدعم مبادرة عربية تدعو الاسد الى التنحي وتفويض صلاحياته لنائب لبدء حوار مع المعارضة. وكان من شأنه أيضا دعم دعوات أن تسحب سوريا قواتها من المناطق السكنية وان تطلق سراح السجناء الذين اعتقلوا اثناء الاحتجاجات.
وأطلقت الجامعة العربية مبادرتها الجديدة يوم 22 من يناير كانون الثاني وتضمنت الدعوة للتواصل مع مجلس الامن بعدما فشلت محاولة سابقة لارسال مراقبين لسوريا في وضع حد للعنف. وكان العرب قد وافقوا على فرض عقوبات اقتصادية لكن الدول المجاورة لسوريا لم تنفذها الامر الذي خفف من حدة تأثيرها.
ويجتمع وزراء الخارجية العرب مرة اخرى الاسبوع القادم لمناقشة مصير بعثة المراقبين بعدما سحبت ست دول خليجية والاردن والمغرب مراقبيهم. وقال العربي انه يعتقد انهم انسحبوا لان "الامر لم يكن فعالا بما فيه الكفاية."
واضاف انه يمكن ارسال بعثة جديدة لكن وفقا لشروط مختلفة وبأعضاء أكثر من فرقة المراقبين التي يبلغ قوامها 200 فرد.
وقال "اذا أردنا ارسال بعثة أخرى ونحن نفكر في ذلك يجب أن تكون أقوى من حيث العدد والمعدات ويجب أن يكون التفويض مختلفا." واضاف أنها ستحتاج الى دعم دولي وليس عربيا فقط هذه المرة.
وقال العربي إن أي مهمة جديدة ستتطلب موافقة سوريا كما هو الحال مع نشر أي قوة لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم.
وتابع العربي قوله "المشكلة الحقيقية هنا هو انك لا تستطيع فرض اسلوبك. عليك ان تفعل هذا بالاتفاق مع السلطات في سوريا. السلطات في سوريا تدرك الآن أن لديها مشكلة خطيرة ولا يمكنها الاستمرار بهذا النهج."
وقال العربي وهو على اتصال منتظم مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان السلطات السورية تلقي باللائمة على مؤامرة مدعومة من الخارج.
واضاف أن العرب سيواصلون العمل لانهاء الازمة لكن لديهم نطاق محدود للتصرف دون الدعم الدولي.
وقال العربي "وضعنا كل اوراق اللعب لدينا... على الطاولة. الامر متروك للامم المتحدة لتتخذ القرار. فشل مجلس الامن... ليس لدينا شيء اخر نقوم به. لدينا عشرة طوابق هنا (في مقر جامعة الدول العربية). اذهب وابحث عن طائراتنا أو دباباتنا. ماذا تتوقعون منا أن نفعل غير ذلك؟"