بعد احتجاجات غاضبة في حي الحمرا بالعاصمة اللبنانية بيروت مساء الثلاثاء أدت إلى اعتقال 59 شخصاً عقب اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن عمليات كر وفر مساء الأربعاء أمام ثكنة الحلو بمنطقة مار الياس غرب العاصمة بين المحتجين وقوة مكافحة الشغب، التي أبعدتهم عن المدخل الرئيسي، وعملت على توقيف البعض وإدخالهم إلى داخل الثكنة.
وتساقطت الأحجار بغزارة على عناصر مكافحة الشغب أمام ثكنة الحلو من قبل بعض المحتجين، في وقت وقف قسم آخر منهم إلى جانب الطريق. كما تم رمي المفرقعات النارية بشكل مباشر على العناصر الأمنية.
إلى ذلك توجهت مجموعة من المتظاهرين من أمام ثكنة الحلو إلى تقاطع كورنيش المزرعة - مار الياس وقطعت الطريق بأجسادها، وانضمت إليها مجموعة قادمة من جسر الكولا. ولاحقت قوة مكافحة الشغب المحتجين بكورنيش المزرعة في محاولة لإنهاء الوضع وتفريق المتظاهرين.
من جهته، أعلن الصليب الأحمر اللبناني على تويتر أنه تم نقل 35 إصابة حتى الآن إلى مستشفيات المنطقة، إضافة إلى إسعاف 10 حالات في المكان.
وأصدر مدعي عام التمييز، القاضي غسان عويدات، إشارة بالإبقاء على ثمانية موقوفين من الذين قاموا بأعمال الشغب الثلاثاء، بالإضافة إلى موقوفين في الإشكال الذي حصل أمام ثكنة الحلو الأربعاء.
يشار إلى أن الاشتباكات التي دارت لساعات بعد اندلاعها مساء الثلاثاء أسفرت عن إصابة 47 رجل شرطة، بحسب قوات الأمن، كما حطم بعض المتظاهرين نوافذ بنوك ومكاتب صرف العملات الأجنبية بالحي التجاري الرئيسي في بيروت.
ويواجه لبنان أسوأ مشاكله الاقتصادية منذ عقود. وهو واحد من أكثر البلدان المثقلة بالديون في العالم، حيث يستورد جميع السلع الأساسية تقريباً، لكن مصادر العملة الأجنبية جفت.
إلى ذلك فقدت العملة المحلية أكثر من 60% من قيمتها - حيث انخفضت للمرة الأولى منذ ما يقرب من ثلاثة عقود من سعرها الثابت وقدره 1507 ليرة للدولار إلى ألفين و400 في الأسابيع القليلة الماضية فقط.
في غضون ذلك، فرضت البنوك ضوابط غير رسمية على رأس المال تحد من سحب الدولارات والتحويلات الأجنبية في البلاد.