كشف الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، عن وجود نحو 24 فرقة دولية تعمل في مواقع أثرية مختلفة في السعودية، مبينا أن ما تمت استعادته من القطع الأثرية السعودية من خارج المملكة بلغت نحو 14 ألف قطعة، فيما تسلمت الهيئة أكثر من 400 قطعة أثرية ذات أهمية تراثية من مواطنين من الداخل.
وقال الأمير سلطان خلال افتتاحه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس، معرض الآثار الوطنية المستعادة من الخارج والداخل، في المتحف الوطني في الرياض، بحضور الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز نائب وزير البترول وعدد من المسؤولين، إن هيئة السياحة تعمل حاليا على إنشاء وتصميم نحو 11 متحفا جديدا.
وأضاف: "نعيش في بدايات العصر الذهبي لهذا التاريخ الحضاري الكبير في بلادنا". وتابع: "إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله- بافتتاح معرض الآثار الوطنية المستعادة ليكون متزامناً مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة في عامه الـ27، تأكيدا على أهمية هذه المناسبة التي تقام في وقت يمكن أكبر عدد من المواطنين وضيوف الجنادرية وزوارها من حضور المعرض والاطلاع على محتوياته وكنوزه الأثرية والتاريخية".
وأكد عناية المملكة بالآثار المرتبطة بالتاريخ الإسلامي وإيلاءها اهتماماً، خاصة ما صدر من قرارات حاسمة بمنع التعدي على مواقع التراث الإسلامي التي تنبع من اعتزاز المملكة، وهي مهبط الوحي ومهد الرسالة الإسلامية السامية التي أنارت الدنيا، وحملت الخير العظيم للبشرية، مستشهداً بما يحويه المعرض من نماذج فريدة من القطع الإسلامية التي تمت استعادتها سواء من داخل المملكة أو خارجها من شأنه تعزيز الانتماء إلى تراثنا الإسلامي وزيادة الاعتزاز والفخر بمكوناته الحضارية.
وأضاف: "إن هذا المعرض يمثل تتويجاً للجهود التي بذلتها الهيئة ومؤسسات الدولة والمواطنون خلال السنوات الماضية، وتمكنت من خلالها من استعادة أكثر من 14 ألف قطعة تمثل التعاقب التاريخي الذي شهدته أرض المملكة على مدى العصور التاريخية وما قبل التاريخ، ودعوة مفتوحة لكل من يحتفظ بقطع أو مجموعات أثرية داخل المملكة أو خارجها إلى تسليمها للهيئة، لعرضها في المتاحف المتخصصة، وليطلع عليها المواطنون والزائرون، ويستفيد منها الباحثون في إكمال سلسلة التعاقب التاريخي وتقاطع الحضارات الذي حفلت الجزيرة العربية التي تتربع المملكة على غالبية أرضها، معتبراً سموه تكريم الدفعة الأولى من الذين سلموا ما لديهم من قطع أثرية حلقة أولى ضمن حملة استعادة الآثار، ومثال لما سيتم خلال المعارض المماثلة التي سيتم تنظيمها دورياً لعرض الآثار المستعادة وتكريم المبادرين بالإعادة الطوعية، وتسجيل أسمائهم ضمن سجلات التراث الوطني، إلى جانب الجهود القانونية لاستعادة الآثار التي يحتفظ بها المواطنون أو تلك التي خرجت من المملكة بطرق غير مشروعة".
ويقام المعرض بالتزامن مع مهرجان الجنادرية 27، فيما يستمر شهراً ويضم قاعة للآثار الوطنية المستعادة من الخارج تشمل قسماً عن اهتمام الدولة بحماية الآثار، ويتضمن عرض كلمات وصور القيادة عن حماية الآثار الوطنية وزياراتهم للمواقع الأثرية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - يرحمه الله -، وعرض بعض ما ورد في الاتفاقيات الدولية بخصوص حماية الآثار وإعادة الممتلكات الثقافية لبلدانها الأصلية، وقسم المجموعات والقطع الأثرية التي تتضمن عرض القطع الأثرية وفق أسماء الأشخاص الذين أعادوها بحيث يقوم العرض على تصنيف القطع ضمن مجموعات بحسب النوع، وقسم كنز الشعيبة، وقسم العبث بالآثار، وقسم القطع الأثرية المميزة، وقسم القطع الأثرية الوطنية المستهدفة، وقسم القطع الأثرية التي قامت المملكة بإعادتها.