close menu

قصة "قليب العولة" الذي ابتلع 9 رجال من أهالي عرقة

قصة "قليب العولة" الذي ابتلع 9 رجال من أهالي عرقة
المصدر:
أخبار 24

في عام 1366هـ، ابتلع قليب "بئر " العولة 9 رجال، حيث خرج عدد منهم جثثاً هامدة، في حـادثة أليمة ما زال أهل عرقة يذكرونها، بعدما أصابت أهلها بالحزن الشديد، غير أنها تدل على الشجاعة وعلى قوة الترابط والتلاحم بين أهل عرقة، فكيف مـات هؤلاء الرجال؟

بدأت المأساة حينما نزل عامل يدعى إبراهيم العمار لأسفل البئر لإصلاح ماكينة رفع المياه في مزرعة محمد العولة التي يعمل بها، والمسماة بالطالعية، ومع كثافة الدخان أصابه الإغماء فسقط داخل البئر ما اضطر محمد العولة إلى النزول لإنقاذه فأغمي عليه هو الآخر، لكن العمار استطاع أن يصعد على السلم المصنوع من الحبال والخشب ولما بلغ قمة البئر زلت رجله أو أصابه إعياء فسقط مرة أخرى.

استغاث أهل محمد العولة بأهالي عرقة فهب الناس إليهم ونزل رجل يدعى عبدالله بن قاسم إلى البئر ولكنه لم يرجع بسبب كثافة الدخان، وتوالى نزول الرجال حتى بلغ عددهم 9، وأراد آخرون النزول لولا مناشدة عبدالعزيز بن سليمان وهو داخل البئر لهم بألا ينزل أحد، فمات عدد منهم بالاختناق في قاع البئر وغمرتهم المياه.

وقد نجا من الموت من استطاع أن يمسك بالسلم قبل أن يفقد الوعي ومنهم عبدالرحمن بن محمد بن سليمان الذي سقط قرب الماكينة وأصابته إغماءة لكنه استطاع أن يصعد وكاد أن يسقط مرة أخرى لولا أن رجلاً أمسكه بشعر رأسه الذي كان طويلاً جداً وعاش حتى توفي عام 1429، وعبدالله بن شبيب الذي أُنقذ بعد أن زال الدخان، حيث وجدوه ملقى على قطع الحديد التي تحمل الماكينة.

ومن المتوفين عبدالعزيز بن حسن الهلالي الذي كان في الرياض والتقى بعبدالرحمن الشويعر الذي طلب منه البقاء إلى اليوم التالي لكنه رفض، ورجع من الرياض إلى عرقة ماشياً على قدميه وعندما وصل إلى عرقة سمع الصراخ عند بئر العولة وذهب للفزعة ووافته المنية في البئر.

كما يُذكر أن فرقة للدفاع المدني حضرت للموقع بعد صلاة العصر ومعها الرافعات وكانوا أمريكان وحاولوا شفط الدخان من البئر بمعدات كهربائية ومع دخول الظلام قالوا إنهم سيذهبون ويعودون في اليوم التالي لانتشال الجثـث.

وقد تم إخراج المتوفين على يد سعد بن محمد المشعبي الذي نزل لقاع البئر وكان يغطس في المياه ويضع المتوفى في الزنبيل ويُرفع بالدلو من قبل جماعة أعلى البئر، حتى رفع المتوفين كلهم.

وقد صُلي عليهم جميعاً في نفس المزرعة وتقدم المصلين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض آنذاك، وأم المصلين الشيخ عبدالعزيز الرواف، كما أمر الأمير سعود بن عبدالعزيز ولي العهد في ذلك الوقت، بدفع مبلغ 4000 ريال عربي لكل أسرة من أسر المتوفين.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات