حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت، من ألمانيا حيث يحضر مؤتمرميونيخ للأمن،، من أن روسيا "ستواصل محاولة زعزعة استقرار" الديمقراطيات الغربية عن طريق التلاعب بشبكات التواصل الاجتماعي أو عمليات معلوماتية.
وأضاف أنها ستفعل ذلك "إما عبر أطراف فاعلة خاصة أو عبر خدمات مباشرة، أو عبر ’وكلاء‘". وتابع قائلا إنها "ستكون طرفا فاعلا عدوانيا للغاية في هذا المجال خلال الأشهر والأعوام القادمة وفي جميع الانتخابات، ستبحث عن وضع استراتيجيات تمكنها من الحصول على وكلاء لها".
ولاحظ ماكرون أن روسيا لم تكن الوحيدة في عمليات التلاعب هذه، إذ "تدخل فاعلون محافظون من اليمين الأمريكي المتطرف في الانتخابات الأوروبية"، في إشارة إلى داعمين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتابع "ليس لدينا سوى بعض الدفاعات في مواجهة هذه الهجمات". ورأى أنه يجب "تعزيز الدفاعات التكنولوجية، والتعاون بين الأجهزة" الغربية لتشخيص و"تحديد" هذه الهجمات التي تبقى في أحيان كثيرة مجهولة المصدر.
وأشار إلى أن "جهات تستخدم تكنولوجيات فبركة عالية الحرفية، وتتلاعب وتخترق وتنشر أخبارا من كل الأصناف بسرعة عالية ودون القدرة على تعقبها، في أنظمة ديمقراطية يقال فيها كل شيء على وجه السرعة".
وقال ماكرون إنه على غرار مواضيع أخرى، يجب على أوروبا التحاور مع روسيا للوصول إلى "استراتيجيات لخفض التصعيد" وتثبيت "شفافية متبادلة". وتثير سياسة الرئيس الفرنسي للتقارب مع روسيا عدة مخاوف في أوروبا، ولا سيما لدى دول الشرق. لكنه أكد "أنا لست داعما لروسيا، ولا معاديا لها، أنا موال لأوروبا".
وبخصوص عرض الحوار مع روسيا، قال ماكرون "ما اقترحته لا يعني أن الأمور ستتغيّر فجأة (و) دعونا نحضن بعضنا". وأضاف "نحن متطلبون، لا نفرط في مبادئنا، لكننا نلتزم بحوار يتطلب وقتا، حوار استراتيجي لأن الوضع الذي نعيشه اليوم هو الأسوأ".
أما النزاع الأوكراني، والعقوبات الأوروبية ضد روسيا التي يشتبه في دعمها إلى للانفصاليين شرق البلاد، فقال ماكرون "لم نغير شيئا" وأضاف أنه لا يقترح رفعها.
لكنه اعتبر أن "عقوباتنا والعقوبات (الروسية) المضادة تكلفنا نحن الأوروبيين أقل مما تكلف الروس، لكن النتيجة ليست إيجابية".