جسّد الشاب عبدالرحمن الغامدي إحدى أهم صور اندماج ذوي الإعاقة في المجتمع، وباشر العمل في أحد الأنشطة التجارية متحديًا إعاقته، حيث بدأ يبيع حلواه المفضلة "الكوكيز" في الحدائق والمتنزهات والفعاليات بمكة المكرمة.
وقال والده أحمد الغامدي إن عبدالرحمن كان يعاني عند ولادته نقصا في الأوكسجين، أثر سلبًا على قدراته العقلية، ثم التحق بالمدرسة وواصل تعليمه حتى المرحلة الثانوية، حيث كان يعاني صعوبات التعلم، ثم بعد ذلك التحق بمركز للرعاية المتطورة، وتخصص فيه في نشاط البيع، وكان لديه مقصف خاص به.
وأضاف أنه بعد ترك المعهد، عمدت والدته إلى صناعة قطع "الكوكيز" وإرسال عبدالرحمن لبيعها عند حديقة الحي، حيث ساهم ذلك في اندماجه بالمجتمع والتغلب على المشاكل النفسية والصحية التي كان يعانيها، ثم تطور نشاطه وأصبح يبيع بكميات كبيرة في المراكز التجارية والحدائق العامة والمهرجانات والفعاليات المختلفة.
وكشف عن أحد المواقف التي مرَّ بها عبدالرحمن، حيث إنه كان يعاني تأخرا في النطق حتى سن ست سنوات، وأثناء وجودهم بالحرم المكي سلم عليه أحد رجال الأمن وقبَّل يده، ودعا له بالشفاء، فما خرجوا من المسجد الحرام إلا وعبدالرحمن يتكلم.
بدوره، عبر عبدالرحمن خلال مقابلة مع برنامج "يا هلا" عن سعادته وارتياحه للعمل في نشاط بيع "الكوكيز" الذي بدأه قبل نحو سنة، حيث يعمل بالبيع يوميًا خلال الفترة (4 - 11) مساءً، لافتًا إلى أنه من متابعي كرة القدم ويشجع نادي النصر.
وظهر الشاب مرتديًا قميصًا كُتب عليه "شجعوني لأكون عضوًا فاعلًا في المجتمع"، وناشد أمانة العاصمة المقدسة أن تخصص له كشكا لبيع "الكوكيز"، ومنحه التراخيص اللازمة، بدلًا من البسطات العشوائية التي يعاني فيها بعض العوائق، لافتًا إلى أنه يحلم بالزواج وتملك بيت وسيارة.
