قبضت الأجهزة الأمنيَّة على عصابة مكوَّنة من 33 شخصاً سعودياً بينهم يمنيان ومصري، سلبوا نحو عشرة ملايين ريال، من 63 ضحية، في عدد من المناطق، 43 منهم من منطقة الرياض. وكان الجناة يوهمون ضحاياهم أنهم موظفو بنوك، ويباغتون الضحية بالكشف عن اسمه الرباعي ورقم سجله المدني ورقم حسابه في البنك والمبلغ الموجود في رصيده، والعمليات البنكية التي أجراها، ثم يستدرجونه حتى يأخذوا منه رقم بطاقة الصرافة والرقم السري تحت حجة تحديث البيانات، وعندها يحولون المبالغ من حسابه إلى حسابهم عن طريق الإنترنت.
وتقاسمت العصابة العمل على ثلاثة أقسام، الأول دوره اصطياد الضحية وإقناعها، والثاني عملية التحويل، والثالث تأمين حسابات لتحويل المال لها.
وسجلت منطقة الرياض 43 بلاغاً، أدرجت مع بقية البلاغات من بقية المناطق. وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الرياض العقيد ناصر القحطاني لـ”الشرق” أنَّ الأجهزة الأمنيَّة في عدد من المناطق تمكَّنت من القبض على الجناة، وتم إيداعهم السجن في الرياض من أجل تقديمهم للمحاكمة.
وتواصلت “الشرق” مع عدد من الضحايا، حيث أوضح فهد العتيبي أنَّ أحد الأشخاص اتصل به، وعرَّف بنفسه بأنَّه يعمل في أحد البنوك، وأعطاني اسمي بالكامل ورقم حسابي والكثير من المعلومات، فقلت له إنَّ المصرف نبَّه علينا بعدم التعامل مع أي شخص يتصل بنا، ولكنَّه رد َّبأنَّه في خدمة عملاء التميز، وساق لي معلومات عن حسابي والعمليات التي أجريتها، لكي أتأكد من أنَّه من البنك، وقال لي قبل أنْ أغلق السماعة إنَّ جميع حساباتك مقفلة، ولن تستفيد منها شيئاً حتى تراجعنا، وأغلقت السماعة وذهبت إلى ماكينة الصراف لكي أتأكد، وبالفعل ظهرت لي عبارة “نأسف لقد تم إيقاف حسابك بموجب أمر بنكي”، وعندها تأكدت أنه موظف في البنك، وبعدها اتصل بي وقال: بطاقتك معك؟ فقلت له نعم، قال: لا، بطاقتك سحبتها الماكينة، ولكن اذهب لأقرب فرع الآن لأجل أن نعطيك بطاقة أخرى بدلاً عنها. وقال: ابق معي على الهاتف، وذهبت لمدير البنك وكان عنده عدد كبير من المراجعين، وكان مدير الفرع مشغولا، لذلك قال لي المتصل إنَّ الرجل مشغول، اخرج من عنده وأنا أجهز لك أوراقك، وانصعت لكلامه، وقال لي إنَّ رقمك السري كذا، ولكن راح تصلك أربع أرقام على التلفون إذا وصلتك أرسلها لي، حتى أحدِّث بياناتك، وبالفعل وصلتني الرسالة الأولى وأرسلتها له وقال لي ستأتيك من البنك رسالة أخرى أرسلها لي، هنا عرفت أنَّ الموضوع فيه سرقة واتصلت على البنك وقلت لهم تمت سرقتي، وقلت لهم تأكدوا من حسابي وأوقفوا أي عملية ،وتأكدوا ، وبالفعل وجدوا أنَّ مسحوب منه مبلغ 99 ألف ريال، وكانت محولة إلى حساب شخص آخر، وسارعوا في البنك إلى إيقاف الحوالة وحجزها ولغاية الآن ومنذ عام والمبلغ مجمَّد في البنك، ووجهني البنك بتقديم بلاغ للشرطة، وطلبوا مني عدم التحدث مع المتصل ثانية.ومن جهته يقول محمد السواط، أحد الضحايا، قبل شهر من عملية السطو اتصل بي شخص، وقال إنه من البنك، وطلب منِّي الحضور لأحصل على بطاقة تميُّز، وحين حضرت قدموا لي البطاقة، وبعدها اتصل بي شخص وقال أنَّ اسمه ناصر، وأعطاني كل معلوماتي الخاصة والبنكية، وأعطاني رقم البطاقة ومن ثم أعطيته الرقم الخاص بي، وقال إنه سيُحدِّث بياناتي وطلب مني مراجعة البنك لاستلام بطاقة جديدة، وحين راجعت البنك وجدت الرصيد مسحوب من حسابي، وطلبت حجز المبلغ المسحوب فقالوا لا نستطيع، فقد كان لدي ثلاثة حسابات، اثنين سحب منهما المبلغ بالكامل 170 ألف ريال، ووجدت ما تبقى في الحساب الثالث 37 ألف ريال، وطلبت من مدير البنك حجزها، فاقترح أن اسحبها ووافقت ولم أتمكن من التوقيع على طلب السحب حتى تم سحب المبلغ من حسابي. وقال: قدمت شكوى لإدارة البنك وللشرطة ولم أدع طريقاً لم أسلكه، وأبلغت الأمارة ومؤسسة النقد، وما يثير الاستغراب أن البنك كان يرفض إعطائي بلاغ بالحادثة في نفس الوقت وحتى فيما بعد وكان كلامهم واحد، أذهب للشرطة. وقال مصلح بن غازي المحمدي، أحد الضحايا، إنَّ من سلبني هو أحد موظفي البنك، ويسكن في الرياض، وتمكنت من الوصول إليه، ولدي اسمه واسم زميله الذي اشترك معه في عملية النصب “تحتفظ الجريدة بهما”. وجرى على المحمدي كما جرى على الضحايا السابقين، من طلب معلومات وغيرها، وأوضح أنَّه سلب منه ثلاثين ألف ريال، وتقدمت بشكوى للبنك ولم استفد شيئاً، وذهبت إلى الشرطة وصرت أراجعهم لغاية ما طفح بهم الكيل، وطلبوا مني ألَّا أراجعهم حتى يتعرفون على السارق، وللأسف حتى بعد أن أدليت لهم بالمعلومات وتم القبض على السارق لغاية الآن لم ترجع لي فلوسي، علمت أنه تم القبض عليهم وأنهم مجموعة تقوم بعملية النصب والاحتيال. أما حمدان عثمان الكثيري فيقول: وصلتني رسالة من البنك مفادها “ليس لديك بيانات” وأرسلت نفس الرسالة للبنك، وراجعت البنك في تبوك لكي استفسر عن الأمر، ولماذا تم سحب رصيدي، والبالغ نحو مائتي ألف ريال، وقالوا لي: أنت بعت الأسهم التابعة لك، ونفيت ذلك، وقالوا “ولكن عندنا في الجهاز أنَّك بعت”، وذهبت إلى مدير فرع البنك وشرحت له الأمر ورفع خطاب استفسار إلى الإدارة في الرياض وأفادوه أنني قد بعت الأسهم، بعدها كتبت شكوى للبنك وبعد شهر أرسل لي أوراق أنَّ هناك تعليمات تقول : خذوا حذركم واحتياطكم ومن هذا القبيل، ولم اقتنع وذهبت للفرع ثاني مرة، وقالوا لي ليس لك عندنا شيء، حينها كتبت برقية إلى خادم الحرمين الشريفين، وأرسلوا نسخة منها إلى إمارة منطقة تبوك وطلبوني الشرطة وأعطوني خطاب للبنك وأعاد البنك لهم الخطاب ومن ثم ذهبت القضية إلى مؤسسة النقد، ومع ذلك كان يأتي الرد بأنَّ الإجراءات سليمة وإنني بعت الأسهم، مضيفاً لم أقتنع واتصلت بهيئة سوق المال وأرسلت إلى قسم البحث في تبوك وطلبوا مني الانتظار، فيما بعد طلبوني وعرضوا أسماء الأشخاص الذين تم تحويل المبلغ بأسمائهم، وكانوا خمس أشخاص، وطلبوا مني التعرف عليهم، وقلت لا أعرفهم، وكان ذلك في العام 1429 ولغاية الآن وأنا انتظر.