للأطفال احتياجاتهم ومطالبهم الخاصة، ولديهم كذلك طريقته الخاصة والفريدة للتواصل مع محيطهم الخارجي.
وبحسب مجلة بونته الألمانية التي سلطت الضوء على هذا الموضوع الهام فليس من السهل دائمًا على الأهل فهم لغة أطفالهم، لذلك يتساءل الجميع بين الحين والآخر: ماذا يريد طفلي أن يقول لي؟
كيف يتواصل الأطفال؟
يمكن للأطفال التعبير عن أنفسهم منذ الولادة، ولكن ليس من خلال الكلمات، بل من خلال تعبيرات الوجه ولغة الجسد والأصوات والإيماءات، وأحيانا يصبح الصراخ هو سيد الموقف. بالطبع يعرف الآباء أطفالهم بشكل أفضل.
فهم يحاولون منذ ولادة طفلهم فهم ما تعنيه الأصوات الفردية والإيماءات الخاصة به. ومراقبة سلوك الطفال ورصد انفعالاته الراضية أو الغاضبة هي بداية الطريق لفهم احتياجاته حسب الخبراء.
وبحسب المجلة الألمانية، لا يعبر الأطفال عن أنفسهم من أجل ترجمة شعورهم بالجوع أو النعاس فحسب، بل عند حاجتهم أيضا للتعبير عن رغبتهم في بقاء أحد أفراد العائلة إلى جانبهم. ولهذا السبب يحاول الطفل لفت الانتباه له بطرق بسيطة، تختلف حسب عمر الطفل.
وهي تبدأ بالنظر المباشر إلى الشخص الذي يريده أن يظل إلى جانبه. وفي مرحلة لاحقة يستطيع الطفل مد يده نحو الشخص المخاطب، من أجل لفت انتباهه واشعاره بحاجته إلى التواصل معه.
في حالة تجاهل الأهل قد يلجأ الطفل إلى تحريك جسمه وإطلاق أصوات معينة دلالة على عدم الرضا ورفضه للتجاهل.
"مرحبا أمي، أنا متعب!"
عندما يتعب الأطفال، فإنهم يعطون علامات واضحة.
إذا قمت بتفسيرها بشكل صحيح وتفاعلت معها، يمكنك وضع طفلك في السرير في الوقت المناسب وضمان إيقاع يومي منظم له.
علامة نموذجية لفهم لغة الطفل ومعرفة أنه متعب هي التثاؤب و فرك العينين ونظرة غير مبالية.
الاحمرار على الوجه والحركات المتشنجة تشير أيضا إلى أن الطفل متعب جدا.
لذلك فإن وضع الطفل في سريره أو تهيئته للنوم هو التصرف الأمثل لإرضائه.
الجوع والعطش
أما إذا كان طفلك جائعًا أو عطشًا، فهو يتدرج في انفعالاته بحسب الخبراء، فيبدأ في تحريك نفسه وإصدار أصوات من أجل تبيان عدم رضاه، ومن ثم يلجأ إلى البكاء في حال شعوره أن وقت طعامه مرّ دون حصوله على طعام.
وينطبق الشيء نفسه عندما يبكي الطفل لأنه، على سبيل المثال، يشعر بعدم الارتياح بسبب حاجته إلى تغيير الحفاضة.
بكاء الألم يختلف
غالبًا ما يصاحب البكاء بسبب الألم إيماءات وعلامات أخرى للغة الطفل، إذ يلجأ الطفل إلى البكاء والصراخ بنبرة أعلى، مع حركة متشنجة للساقين بشكل مستمر، كما أن القبضة المشدودة للطفل وحركته الدائبة لها دلالات أخرى على شعوره بالألم في منطقة معينة، ويريد منك التدخل لمساعدته.
أما مطلب الطفل الشهير والذي قد يخشاه معظم الآباء فهو بكاءه من أجل التواصل الجسدي مع الآخرين إذ يريد الطفل عبر رفعه ليده والنظر إليك لإشعارك بحاجته للحمل على الذراع إلى أن يهدأ، وقد يترافق ذلك مع حركة متواصلة لليدين والساقين.