أعلنت السلطات الصحية الصينية في منطقة منغوليا الداخلية رفع درجات الخطر للمستوى الثالث، عقب ظهور بؤرة تفش محتملة لمرض الطاعون الدبلي، محذرة من تحول المرض إلى وباء جديد قد يهدد العالم على غرار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وذكرت أنه تم رصد مريض أصيب بالعدوى بعد تواجده في بؤرة تفش محتملة للمرض، محذرة من خطر انتشار المرض بين السكان ودعت إلى عدم اصطياد وتناول الحيوانات البرية.
ويأتي التحذير بعد اكتشاف 4 إصابات بالطاعون كان قد تم الإبلاغ عنها في أشخاص من منغوليا الداخلية في نوفمبر الماضي، بما في ذلك حالتان من الطاعون الرئوي، وهو نوع أكثر فتكا من الطاعون.
وبحسب تعريف اختصاصيي الأوبئة فإن مرض الطاعون الدبلي هو مرض حيواني المنشأ وينتشر بين القوارض الصغيرة "الفئران والجرذان" والبراغيث، ويقضي على ثلثي المصابين في حالة عدم خضوعهم للعلاج اللازم.
أنواع الطاعون
ويوجد 3 أنواع من الطاعون، "الدبلي" ويسبب التهاب اللوزتين والغدد اللمفاوية والطحال وتظهر أعراضه على شكل حمى وصداع ورعشة وآلام في العقد اللمفاوية، أما "الدموي" فتتكاثر فيه الجراثيم في الدم وتسبب حمى ورعشة ونزفًا تحت الجلد أو في أماكن أخرى من جسم المصاب.
ويعتبر النوع الثالث وهو "الرئوي"، أسرعهم نقلًا للعدوى، إذ تدخل الجراثيم إلى الرئتين وتسبب الإصابة بالالتهاب الرئوي، ويمكن أن تنتقل العدوى إلى الآخرين من الشخص المصاب بهذا النوع.
والطاعون أو "الموت الأسود"، كان ثاني أكبر كارثة تؤثر على أوروبا خلال أواخر العصور الوسطى بعد المجاعة الكبرى، ويقدر أنه قتـل ملايين البشر تقدر نسبتهم بما بين 30% إلى 60% من الأوربيين في ذاك الوقت، وسمي بـ"الموت الأسود" بسبب بقع من الدم تصبح سوداء كانت تظهر تحت جلد المصاب.
أعراض الطاعون
وتظهر الأعراض في البداية في صورة حمى مفاجئة، ورعشة، وآلام في الرأس والجسم، وضعف وقيء وغثيان، وقد يتزامن ذلك مع الشعور بآلام في الغدد الليمفاوية وخاصة أثناء الطاعون الدبلي.
وتشمل أعراض الشكل الرئوي ضيق النفس والسعال، الذي يصاحبه البلغم الملوث بالدم في كثير من الأحيان، وتظهر بشكل سريع بعد العدوى (أحيانا خلال أقل من 24 ساعة).
والطاعون الدبلي هو الأكثر شيوعًا من أشكال الطاعون، ولكنه لا يمكن أن ينتقل بسهولة بين الناس، أما الرئوي، فيسهل انتشاره من خلال السعال.
ويتراوح معدل وفيات الطاعون الدبلي بين 30٪ و60٪، في حين يكون الشكل الرئوي أسرع في حالة غياب العلاج، ولكن معدلات التعافي من النوعين جيدة إذا ما عُولج الناس في الوقت المناسب.