كل دول العالم المبتلية بما يحدثه "كورونا" من دمويات وسلبيات منذ استجد قبل 9 أشهر وشمّر عن ساعديه، قد تخرج من 2020 باقتصاد متراجع، وفقا لما يتوقعه المتوقعون، إلا واحدة أرخبيلية في متاهات المحيط الهادي، برغم إعصار من زارها باسم Pam قبل 5 سنوات، فقتل فيها 15 وعبث دمارا وخرابا، ولم تعرف مثيلا له بتاريخها، ثم هاجمها آخر اسمه "هارولد" في إبريل الماضي، وكان من الأعنف عليها أيضا، هي Vanuatu الصغيرة مساحة وبالسكان البالغين 290 ألفا، فما السر؟
السر الذي جعل البالغة مساحتها البرية والمائية 12 ألف كيلومتر تقريبا، تحقق فائضا بميزانها التجاري مقداره 33 مليونا و300 ألف دولار منذ يناير حتى يونيو الماضيين، بحسب ما ألمت به "العربية.نت" مما ذكرته واحدة من 3 صحف فيها، هو برنامج بدأته ببيع جنسيتها وجواز سفرها لقاء مبلغ مرقوم، فحققت إيرادات زادت عن 62 مليون دولار في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، أي بزيادة 32% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وأكثر من 80% عما توقعته في 2020 بكامله، طبقا لما نقلت صحيفة Vanuatu Daily Post المحلية عن "دونالد وارسال" رئيس دائرة الجنسية بوزارة الداخلية.
وبالجواز تزور أوروبا من دون تأشيرة
الدولة التي حصلت في 1980 على استقلالها من بريطانيا وفرنسا معا، تبيع جنسيتها لمن يدفع 130 ألفا من الدولارات، وتمنح الشاري جواز سفرها، حتى من دون أن يسافر إليها ويطأ أرضها بقدميه، في إغراء يمنحه الحق أيضا بما يسمونه "إقامة ضريبية" يتمتع بها في "فانواتو" الموصوفة بفردوس أرضي للتهرب من الضرائب في بلاد الآخرين، إضافة إلى أن جواز سفرها يمنح صاحبه الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي من دون الحاجة إلى تأشيرة.
أما ما تبيعه من جوازات سفر، فكلفت به وكالات عدة منتشرة في معظم العالم، تتقاضى الواحدة منها 50 ألف دولار عن كل جواز، ويصل 80 ألفا إلى حكومة فانواتو التي تسلم الجواز لصاحبه بعد 30 إلى 60 يوما كحد أقصى، حتى تأكدها من شهادة عليه أن يرفقها مع الطلب، وتثبت عدم ارتكابه في الماضي لأي جرم استحق عليه العقاب، وفق ما ألمت به "العربية.نت" من موقع Infobae الإخباري الأرجنتيني، ومن مراجعتها لما ذكرته الصحيفة "الفانواتية" أيضا، وبخبرها نجد أن فانواتو باعت في 2018 أكثر من 1800 جواز، ولم يتضح بعد ما باعته العام الماضي.
فانواتو، الخالية من أي مصاب بكورونا، هي أرخبيل من 80 جزيرة، بعيد شرقا 1750 كيلومترا عن أستراليا، أي أكثر من ساعتين بالطائرة، واستعمرتها إسبانيا في القرن السابع عشر، ثم تحول استعمارها إلى إدارة مشتركة من فرنسا وبريطانيا، واقتصادها بدائي، يعتمد على السياحة والصيد، لذلك فدخل الفرد السنوي فيها كان 2.875 دولارا العام الماضي، أي أنها الرقم 141 بنسبة الفقر في جردة من 189 دولة.