تغير شكل مدينة الرياض، بعد انتقال الوزارات إليها، واتسعت وأصبحت منطقة جذب سكاني للهجرة الداخلية للدراسة أو العمل.
ففي عام 1377هـ، انتقلت بعض الوزارات من المنطقة الغربية إلى مدينة الرياض، ومنها وزارة الداخلية، التي ذكرت في إعلانها المنشور في إحدى الصحف المحلية، أنها قررت قفل جميع مكاتبها وإنهاء أعمالها في مدينة جدة، ومزاولة أعمالها في الرياض اعتبارًا من يوم 4 ربيع الأول عام 1377هـ.
الخارجية
وفي مطلع عام 1405هـ، انتقلت وزارة الخارجية، مع جميع السفارات العاملة في المملكة إلى مدينة الرياض العاصمة السياسية والإدارية للمملكة، لتلحق بجميع الوزارات التي انتقلت إليها.
مدينة الموظفين
مع انتقال الوزارات انتقل من جدة إلى الرياض كثير من الموظفين، وجاءت "مدينة الموظفين" لتحل أزمة المنتقلين مع الوزارات.
ويذكر فهد الفيصل في مذكراته الصوتية أنه بعدما فكر في مشروع مدينة الموظفين فاتح فيه الملك سعود فأيده، ثم بدأ في تنفيذه، وكانت المدينة حديث الصحافة لسنوات، فهي أكبر مشروع عرفته السعودية في حينها، وزاد انبهار الناس بهذا النمط الجديد في التخطيط والبناء الذي لم يكن معهودا من قبل.
وجاء في كتاب "الرياض في عهد الملك سعود" أن مساحتها تبلغ نحو 6 كيلومترات مربعة، وتعاقدت الأمانة عليها مع 3 شركات وطنية كبرى، على أن تسدد تكاليفها بطريقة الدفع المؤجل، وفي الوقت ذاته يوفر الموظف صاحب الدخل القليل من مرتبه، ويتمكن من الحصول على سكن، على أن يدفع تكاليفه الفعلية على أقساط لمدة 20 سنة تخصم من راتبه الشهري، ثم تصبح الفيلا ملكا له.
الرياض قبل وبعد الوزارات
يقول المؤرخ السعودي، حمد بن محمد الجاسر: "في عام 1373هـ أنشئت أمانة مدينة الرياض، وأسندت رئاستها إلى رجل حازم من الأسرة السعودية الكريمة هو الأمير فهد الفيصل، فقامت في المدينة حركة عمرانية عظيمة، شملت جميع المرافق العامة، وخططت مدينة الرياض تخطيطا جديدا بشق الشوارع الواسعة، وإقامة الميادين الفسيحة، وتجميل المدينة بالحدائق، وتشجير شوارعها وميادينها، وجر المياه العذبة وإدخالها في بيوتها".
وهي الفترة التي سبقت نقل الوزارات مباشرة، أما بعد نقل الوزارات فتوسعت المدينة، وانعكس ذلك على نشاط البلدية حيث أصبحت الرياض منطقة جذب سكاني للهجرة الداخلية بحثا عن فرص العمل أو الدراسة أو الانتقال من البادية، واتسعت مهام وأعباء الأمانة وزادت ميزانيتها زيادة كبيرة، وكذلك زاد عدد الموظفين والعمال.
الوزارات في الرياض حديثًا
ولا تزال عدة جهات حكومية ووزارات في العاصمة الرياض، توجد على طريق الملك عبد العزيز (المطار القديم)، والذي يعرف شعبيا باسم "شارع الوزارات"، إذ يبدأ بقاعدة الرياض الجوية وينتهي بفرع وزارة الشؤون الإسلامية، ويتميز الشارع بكثافة مرورية عالية، خاصة في أوقات الذروة.