تعد مشكلة العالم الحالية، في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، هي عدم وجود لقاح آمن لمواجهة الفيروس المستجد، ويعد حائط الصد والأمان أيضًا في مواجهة فيروس الإنفلونزا الموسمية هو وجود لقاح.
لكن من أول من اكتشف جدوى اللقاحات ودعا إلى استخدامها؟ هذا ما نتعرف عليه في هذا التقرير.
الجدري أولًا
في محاولة أولى، كانت السيدة لورد ماري مونتيغو، تريد حماية طفلتها ذات العامين من مرض الجدري، بعد عودتها من تركيا في عام 1721، وبالفعل استدعت طبيبًا ليخدش جلد طفلتها ثم يضيف إليه سائلًا من بثرة جدري لشخص ذي إصابة خفيفة بالمرض.
غالبًا يؤدي التطعيم بهذه الطريقة، إلى إصابة خفيفة للشخص السليم ثم يتعافى ويحمى من المرض لبقية حياته، وحين نجحت التجربة مع الابنة الصغيرة، طالبت مونتيغو بتعميم الأمر، إلا أنها تعرضت لسيل من الانتقادات بسبب وفاة نسبة 2-3% من الأشخاص نتيجة إصابتهم بالجدري، إضافة لإمكانية العدوى، فخففت دعوات تعميم التطعيم.
البطل يظهر متأخرًا
في أغلب العروض المسرحية، يظهر البطل متأخرًا قليلًا عن الممثلين المساعدين، فهم من يظهرون أولًا ليقدموا ظهور البطل، وهو ما حدث مع أدوارد غانر (1749-1823)، الطبيب الإنجليزي، بعد قصة السيدة مونتيغو.
فذات يوم، سمع غانر من إحدى الخادمات أنها محمية من الجدري لأنها تلقت الجدري البقري، وهو المرض غير الشائع في البقر، والذي يمكن أن ينتقل إلى الإنسان، وتتمثل أعراضه في بعض البثور على يد العمال العاملين في مجال الألبان.
والمعروف طبيا عن فيروس الجدري البقري، هو انتماؤه لعائلة الفيروسات نفسها المسببة لجدري القرود والجدري الذي يصيب الإنسان، وكان ذلك في عام 1770.
الاكتشاف
بعد التاريخ السابق بـ 26 عامًا، أي في عام 1796 استطاع غانر اختبار فرضية: "الإصابة بجدري البقر، يمكن أن تحمي الشخص من عدوى الجدري".
اختار غانر، إحدى حالبات البقر، والمصابة بالجدري، وأخذ عينة من جدري البقر من على يديها ليطعم بها غيمس فيبس.
صحيح أن غميس عانى رد فعل انفعاليا وشعر بضعف لأيام، لكنه تعافى بعد ذلك.
مرة أخرى اختبر غانر فرضيته بعدما حاول استثارة حماية جدري البقر من سلالة الجدري البشري، حين حقن غيمس بمادة أخذها من مصاب بالجدري البشري، ليثبت بعدها أن جدري البقر المنتقل عبر البشر، من شخص لآخر يوفر حماية ضد الجدري، ولقب بعدها بـ "أبو علم المناعة".
