يضم المسجد النبوي بالمدينة المنورة العديد من المواقع والمعالم التاريخية التي ارتبطت بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها "خوخة أبي بكر"، التي أمر النبي أن تبقى مفتوحة على المسجد.
وروى أبو سعيد الخدري أنه في خطبة النبي قبيل وفاته سنة 11هـ، قال: " إنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بيْنَ أنْ يُؤْتِيَهُ مِن زَهْرَةِ الدُّنْيا ما شاءَ، وبيْنَ ما عِنْدَهُ، فاخْتارَ ما عِنْدَهُ" فَبَكَى أبو بَكْرٍ وقالَ: فَدَيْناكَ بآبائِنا وأُمَّهاتِنا، فَعَجِبْنا له، وقالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إلى هذا الشَّيْخِ، يُخْبِرُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بيْنَ أنْ يُؤْتِيَهُ مِن زَهْرَةِ الدُّنْيا، وبيْنَ ما عِنْدَهُ، وهو يقولُ: فَدَيْناكَ بآبائِنا وأُمَّهاتِنا، فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو المُخَيَّرَ، وكانَ أبو بَكْرٍ هو أعْلَمَنا به.
وقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ مِن أمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومالِهِ أبا بَكْرٍ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِن أُمَّتي لاتَّخَذْتُ أبا بَكْرٍ، إلَّا خُلَّةَ الإسْلامِ، لا يَبْقَيَنَّ في المَسْجِدِ خَوْخَةٌ إلَّا خَوْخَةُ أبِي بَكْرٍ".
وكان أبو بكر أَقْرَبَ الناسِ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ ورَفِيقه في هِجرتِه، وهو أعظمُ هذه الأُمَّةِ إيمانًا وتصديقًا.
والخوخة هي باب صغير كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين ينصب عليها باب، وخوخة أبي بكر الصديق هي الباب بين بيت أبي بكر وبين المسجد النبوي وتقع في الجزء الغربي من المسجد النبوي، تحديداً بعد العمود الأخير من التوسعة النبوية في عام 7 للهجرة، وقد أمر النبي بإغلاق جميع الأبواب إلا خوخة أبي بكر.