أصدر مجلس الوزراء، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس (الثلاثاء)، قراراً بإلغاء المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، اعتباراً من أبريل المقبل، على أن تحل شركة الخطوط الحديدية "سار" محلها في أي عقود أو التزامات تعاقدية تتعلق بها.
تحت مظلة "سار"
وأعلنت شركة الخطوط الحديدية "سار"، دمج جميع شبكات الخطوط الحديدية بين مدن المملكة تحت مظلتها، مؤكدة التزامها بتقديم خدمات موثوقة وآمنة في الشبكات الثلاث، والتي تربط بين مدن المملكة بأطوال تزيد على 5500 كلم.
وأبانت أن التركيز خلال الفترة المقبلة سينصب على ضمان التكامل السلس والحفاظ على استمرارية الأعمال وتطويرها لخدمات الركاب والشحن المشتركة في جميع أنحاء المملكة، لافتة إلى أن جداول القطارات والعمليات ستبقى من دون تغيير خلال المستقبل القريب.
آفاق رحبة للمستثمرين
وقال المدير التنفيذي لـ"سار" بشار المالك، إن الشركة تدخل مرحلة جديدة تتولى فيها مسؤولية جميع الخطوط الحديدية في المملكة، مبيناً أنه بعد الدمج سيتم منح الأولوية القصوى لتطوير الخدمات ورفع الكفاءة وجذب الاستثمارات، وتوسيع قاعدة العملاء لأجل تقديم خدمة موثوقة وآمنة.
وأكد أن الدمج سيعزز من إمكانات وقدرات الشركة، وسيفتح آفاقاً رحبة للمستثمرين المحليين والأجانب، في عدة مجالات منها التصنيع والتشغيل والتنفيذ والبحث والتطوير وغيرها، ورفع نسبة المحتوى المحلي في هذه المشاريع بمشاركة فعالة من القطاع الخاص.
التزام تجاه العملاء
من جهتها، ذكرت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أن قرار الدمج تحت كيان واحد يأتي بهدف الجمع بين تاريخ عريق ومستقبل سار، ومحافظةً على استمرارية الأعمال وتطويرها، مؤكدة استمرار الالتزام تجاه العملاء لتقديم خدمات تلبي تطلعاتهم.
تحول المملكة إلى مركز لوجستي عالمي
ووصف وزير النقل صالح الجاسر قرار الدمج بأنه امتداد للدعم اللامحدود من القيادة، بما يحقق الاستثمار الأمثل للموارد، وخطوة إلى الأمام في رحلة تطوير قطاع النقل وتحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي.
وأضاف أن هذا الاندماج التاريخي يحقق مستهدفات تليق بمكانة المملكة ودورها الفاعل على المشهد الدولي في جانب الاقتصاد عبر بوابة اللوجستيات وبناها التحتية الحيوية، لافتاً إلى أن الدمج يعد خطوة مهمة إلى الأمام في مجال تخصيص بعض أعمال قطاع النقل، بما يسهم في رفع الكفاءة والمرونة ويعزز من فاعلية الخدمة.
يذكر أن "سار" تمتلك واحداً من أطول 10 قطارات للشحن في العالم، وقد أسهمت "قطارات الشحن – المعادن" بنقل ملايين الأطنان من المواد التعدينية مثل خام الفوسفات، إضافة إلى المواد الخطرة مثل (الكبريت المصهور – وحامض الفوسفوريك) من شمال المملكة، وخام البوكسايت من وسط المملكة لوجهته النهائية إلى ميناء رأس الخير في المنطقة الشرقية ومنه إلى العالم، بسعة تزيد على 11 مليون طن سنوياً عبر شبكة تمتد لأكثر من 2700 كم.
وتقدم "سار" عبر "قطارات الشحن - البضائع" خدمات الشحن العام للبضائع بين 9 وجهات مختلفة شرق ووسط وشمال المملكة، ونقلت قطارات شحن البضائع ما يقارب 730 ألف حاوية العام الماضي.