close menu

تونس.. أكثر من 100 توقيع لسحب الثقة من الغنوشي

تونس.. أكثر من 100 توقيع لسحب الثقة من الغنوشي
المصدر:
سكاي نيوز عربية

تراوح أزمة إدارة مجلس نواب الشعب مكانها وتتأكد الخلافات داخل أسواره مع كل جلسة جديدة، وقد كانت جلسة الخميس المخصصة للنظر في عودة البرلمان للعمل بالتدابير الاستثنائية واعتماد آلية التصويت عن بعد والنظر في القانون الأساسي المتعلق بتنقيح قانون إرساء المحكمة الدستورية بعد رفضه من رئيس الجمهورية مسرحا للمزايدات وتبادل التهم والتعطيل.

ويوجه عدد من النواب أصابع الاتهام لرئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي بسوء الإدارة والعجز عن خلق توازنات بين الكتل داخل البرلمان، ما دفعهم للعودة لمطالب سحب الثقة منه بأكثر إلحاح.

وأكد النائب عن التيار الديمقراطي هشام العجبوني في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه تم جمع 102 توقيعا من النواب الداعمين لسحب الثقة من راشد الغنوشي في رئاسة البرلمان فيما يتطلب تمرير سحب الثقة مائة وتسعه صوت.

وقال العجلوني إنه لم يتم بعد إيداع لائحة سحب الثقة على خلفية اتفاق مسبق بين الكتل النيابية بأن يتم ذلك عند استكمال تجميع كل الأصوات اللازمة لسحب الثقة حتى يتحمل النواب مسؤولياتهم أمام الشعب.

ولتلافي التلاعب الذي حصل مع عريضة سحب الثقة الأولى في يوليو الماضي بعد أن شهدت كواليس جلسة سحب الثقة ترغيبا وترهيبا لعدد من النواب.

وأضاف النائب "اخترنا التروي هذه المرة ونشر الأسماء في حال تم جمع كل الإمضاءات اللازمة حتى لا نترك المجال للبيع والشراء ولتغيير الأقوال بسبب ضغوطات حركة النهضة".

وعلق العجلوني بأن وجود أكثر من مائة نائب اليوم ضد إدارة الغنوشي للبرلمان يعبر عن فشله سياسيا، مشيرا إلى أن "موقعي لائحة سحب الثقة يمثلون النواب المستقلين ومختلف الكتل النيابية دون احتساب نواب كتلة قلب تونس رغم تعبير ثمانية منهم عن استعدادهم للتوقيع".

"دون أن ندري إن كانت رغبة حقيقية لفك تحالفهم مع النهضة أم مجرد مناورة للضغط على الغنوشي ومقايضته خاصة وأن حركة النهضة سخية إذا ما تعلق الأمر بحماية منصب شيخها الغنوشي" وفق تعبير النائب.

وأضاف العجلوني أن توقيع كتلة قلب تونس على لائحة سحب الثقة من الغنوشي لا يبدو هينا بالنظر لوضعية رئيس الحزب نبيل القروي القابع خلف القضبان، وللتحالف السابق بين قلب تونس وحركة النهضة داخل البرلمان والحكومة.

واعتبر النائب عن الكتلة الديمقراطية أن إدارة الغنوشي هي أسوأ إدارة للبرلمان في تاريخ تونس، بسبب ما يبديه من انحياز لحزبه وعجزه عن إدارة الخلافات.

إبعاد الغنوشي

ورأى النائب في إبعاد الغنوشي حلا لجزء من المشكل في البلاد، فهو يقود معركة ضد رئيس الدولة من خلال رئيس الحكومة هشام المشيشي، و يمثل عنصر توتر داخل البرلمان بسبب العلاقة العدائية مع كتلة الدستوري الحر، فضلا عن كونه يثير التشنج كل ما أدار جلسات البرلمان، فلا يدين العنف اللفظي و الجسدي و بات من الواجب عليه تغليب المصلحة الوطنية والتقدم بالاستقالة حتى قبل سحب الثقة حفظا لماء الوجه.

من جهته، قال النائب عن حركة الشعب رضا الدلاعي إن "المشكل مع راشد الغنوشي ليس شخصيا بل يتعلق بفشله في رئاسة البرلمان وإدارة جلساته فمثل وجوده منذ البداية عنصرا معطلا للجلسات خاصة في ظل عدم قدرته على التواصل مع جميع الكتل حتى فقد البرلمان دوره الأساسي كسلطة تشريعية محمول عليها إنتاج قوانين والمصادقة على القوانين والقروض التي تحتاجها البلاد."

وأضاف في حديث لـ سكاي نيوز عربية" النائب "كنا نود لو أنه استقال ليتم تغييره بشخصية أخرى حتى يستعيد البرلمان نشاطه بشكل عادي ويخرج من دائرة الصراعات".

وبخصوص موقف كتلة قلب تونس من سحب الثقة من الغنوشي، قال النائب إن هناك تلويح من نواب الكتلة بفك الارتباط مع النهضة والمصادقة على سحب الثقة، غير أنه لم يتبين بعد إذا كانت رغبتهم التزام جدي أم مجرد ضغوطات على حركة النهضة، وستضح الموقف خلال أيام.

خلافات في قلب تونس

هذا ويشهد حزب قلب تونس خلافات داخلية بسبب التحالف مع حركة النهضة ما فتح المجال للحديث عن إمكانية توقيع نواب من الكتلة على عريضة سحب الثقة من الغنوشي خاصة بعد تصريحات إعلامية للنائبة عن الحزب شيراز الشابي تحدثت فيها عن استعداد ثمانية على الأقل من نواب قلب تونس لسحب الثقة من الغنوشي.

فيما قال رئيس كتلة قلب تونس أسامة الخليفي إن حزبه يقوم بمراجعات لتحالفاته ودعا الغنوشي لمراعاة مصلحة تونس.

ويذكر أن أصوات نواب قلب تونس كانت أنقذت الغنوشي في جلسة سحب الثقة الأولى في يوليو الماضي.

وراج في الكواليس أن حركة النهضة ضغطت على نواب كتلة قلب تونس للتصويت لصالح الغنوشي مقابل ملفات قضائية ضد رئيس الحزب نبيل القروي القابع اليوم في السجن بسب تهم بالفساد المالي.

عنصر تفرقة

ووصف الباحث و المحلل السياسي عبيد الخليفي اختيار رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي رئيسا للمجلس، "بأحد أهم مكامن الخلل في المجلس التشريعي، وقد انعكس على النظام السياسي في البلاد، فتضخم الأنا عند الغنوشي جعله يحاول تقليص دور رئيس الجمهورية في الشأن الداخلي والخارجي، كما أنه اتخذ من رئاسته للمجلس وسيلة للتمكين السياسي لحركته ولشخصه، وبالتالي مثل الغنوشي عنصر تفرقة وليس عنصر تجميع، وهو ما دفع بالكتل النيابية للبحث عن إمكانية إزاحته من رئاسة المجلس، وقد فشلت المحاولة الأولى، وربما تفشل المحاولة الثانية رغم جديتها والتفاف عدد مهم من النواب حولها".

و أشار الباحث إلى أن الرهان اليوم يوضع على بعض نواب كتلة قلب تونس المتحالفة مع حركة النهضة و يأتي ذلك بعد أن عجز راشد الغنوشي في تحرير نبيل القروي من السجن بحسب تسريبات حول وعود من هذا القبيل لذلك يبدو اليوم ملف نبيل القروي هو الملف الحاسم في بقاء التحالف المكون للحزام السياسي للحكومة بقيادة النهضة، وساعة ينفك الارتباط سيزول راشد الغنوشي من رئاسة المجلس وربما من المشهد السياسي برمته.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات