أحبطت قوات الأمن التونسية، هجوماً وشيكاً كان ينوي استهداف عدد من مقراتها في صفاقس شرق البلاد.
وكشفت وزارة الداخلية التونسية في بيان، الثلاثاء، عن مخطط إرهابي لاستهداف مقار أمنية في المدينة، معلنة تفكيك الخلية وإحباط المخطط.
كما أكد الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للأمن الوطني العميد وليد حكيمة، أن عملية استباقية تمت بناء على معلومات استخباراتية استطاعت إحباط الهجوم المقرر.
وأفاد في تصريح الثلاثاء، بإيقاف عناصر الخلية المذكورة، مشيرا إلى أن التحقيقات بينت أن الإرهابيين يملكون خبرة كاملة في كيفية صنع وإعداد المواد المتفجرة وإجراء تجارب في الغرض والشروع في القيام بالأعمال التحضيرية بعد توفير المستلزمات الضرورية.
عمليات لصالح الدواعش
ولفت إلى أنهم كانوا بصدد تنفيذ عمليات لصالح تنظيم داعش الإرهابي، في حين استطاعت القوات الأمنية التدخل في الوقت المناسب.
كذلك أضاف المصدر ذاته، أنه تم خلال العملية الأمنية ذاتها حجز كمية هامة من المواد الأولية لصنع المتفجرات والأجهزة الإلكترونية، في حين أمرت السلطات المختصة بإكمال التحقيقات.
فيما يعتبر الكشف عن المخططات الإرهابية وإجهاضها بعمليات استباقية، مؤشراً جيداً على جاهزية قوات الأمن التونسية التي تقاتل منذ سنوات إرهابيين موالين لتنظيمي "القاعدة" و"داعش" يتحصنون في جبال ولايات القصرين (وسط غرب)، وجندوبة والكاف (شمال غرب) الحدودية مع الجزائر، ولديهم خلايا نائمة داخل المدن.
داعش يتنامى
الجدير ذكره أن وزير الداخلية التونسي هشام المشيشي، كان كشف قبل سنة تماماً أن تونس لا تزال تواجه تهديدات إرهابية مع تصاعد نشاط التنظيمات المتطرفة خلال شهر رمضان الفائت من أجل تنفيذ عمليات نوعية إلكترونية وميدانية داخل البلاد.
وتابع حينها أن مصالح الأمن رصدت تحركات مشبوهة لأذرع إعلامية تابعة لتنظيم داعش تخطط لتنفيذ هجمات ميدانية وإلكترونية إرهابية في تونس خلال شهر رمضان، مضيفا أنه تم تداول شعارات تدعو منتسبيها إلى التحضير لرصد الأهداف وتنفيذ عمليات إرهابية واستغلال الظرف الحسّاس الذي تمر به البلاد المنشغلة بمواجهة فيروس كورونا.
إلى ذلك، اقترن شهر رمضان في تونس خلال السنوات التي تلت الثورة في عام 2011 بعمليات إرهابية، وهو ما جعل السلطات تزيد مستوى الحذر والاحتياط لأي خطر يترصد البلاد.
ففي حين عاشت تونس خلال 3 سنوات متتالية وهي 2013 و2014 و2015، عمليات إرهابية دامية، قتلت العشرات من عناصر الشرطة والجيش وسياحا أجانب، عززت خلال الأسبوع الماضي من التواجد الأمني ورفعت من مستوى الحذر والاحتياط خلال الشهر الفضيل.
كما تعتبر حادثة مقتل 15 جنديا وجرح 20 آخرين خلال مواجهات مع إرهابيين بجبل الشعانبي بمحافظة القصرين في شهر رمضان عام 2014، هي الحادثة الإرهابية الأسوأ التي شهدتها البلاد، وجاءت بعد عام فقط من مقتل 8 جنود في كمين استهدف دورية للجيش بالمكان نفسه.
وتؤكّد السلطات التونسية في كلّ مرة، أنّها حققت نجاحات أمنية مهمة، إلا أنها تشدّد على ضرورة مواصلة الحذر واليقظة إزاء خطر المجموعات الإرهابية المتحرّكة والمتجدّدة.