توفي، اليوم (الثلاثاء)، بائع الشاي الشهير مشعل الفهد، صاحب عربات الشاي في شمال الرياض، والمعروفة باسم "شاهي أبو وليد"، عقب إصابته بفيروس كورونا المستجد، عن عمر 61 عامًا.
ولاقى خبر الوفاة ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب مغردون عن حزنهم وتعازيهم في وفاة "أبو وليد"، معتبرين أنه يمتلك علامة تجارية مسجلة على مستوى الخليج.
بدأ "أبو وليد" عمله في عربات الشاي بعمر 53 عامًا، حيث بدأ بعربة شاي واحدة، ومع كفاحه واجتهاده وإصراره أصبح يمتلك 5 عربات بالرياض، وافتتح مؤخرًا محلاً كبيرًا في التحلية، يحمل اسم "شاهي أبو وليد".
ينتمي أبو وليد لأسرة بسيطة وله 9 أبناء، وقال في لقاء له في برنامج "الدنيا علمتني" على قناة "MBC" إن تثاقل أعباء الحياة دفعه للبحث عن التغيير، ليقرر بعدها أن يعمل في مجال الشاي ويحول حبه للشاي إلى مهنة.
وتحدى أبو وليد ضيق ذات اليد، وقرر خوض تجربة عربات الشاي، بالرغم من عدم امتلاكه ثمن المعدات التي سيبدأ بها، والتي كانت تُقدر وقتها بـ1800 ريال، ولا حتى مصروف أبنائه.
وتحدث أنه في بادئ الأمر كان أمامه تحديان، الأول يتعلق بنظرة المجتمع له والثاني كان حاجته لقوت يومه، إلا أنه قرر كسر نظرة المجتمع لأنها لن تعطيه شيئا، ونزل إلى الشارع وبدأ في تجربته الجديدة مع الشاي.
ولفت إلى أنه واجه في بداية عمله بعض المصاعب، إلا أن الأمور تحسنت فيما بعد مع مرور الوقت، وقرر أن يخلد اسم "أبو وليد" في عالم الشاي ليكون شيئا من لا شيء.
وأوضح أنه بفضل عربات الشاي تخرجت ابنته في مجال الطب النووي، ولديه أبناء آخرون في المراحل الدراسية المختلفة، ويعيش الآن حياة كريمة.
وأشار، في لقاء آخر لبرنامج "الراصد" على قناة "الإخبارية"، إلى أن عمله في عربات الشاي يستغرق فيه يوميا أكثر من 11 ساعة عمل، وتمكن من خلاله من فتح 3 بيوت، مبينًا أنه يقدم الماء مجانا طوال العام لمرتادي عرباته، كما يقدم الشاي مجانا في المناسبات الوطنية، ولفئات معينة من الزبائن؛ كأبناء الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال في مقطع فيديو تداوله مغردون إن سر نجاحه هو بركة من عند الله تمنحه القدرة على ضبط عمله كما ينبغي، معتبرًا أن المكسب الأكبر بالنسبة له هو محبة الناس؛ لأنها هبة من الله.
وكانت تغريداته الأخيرة عبر حسابه على "تويتر" مليئة بالتفاؤل والإصرار على النجاح، حيث كتب قائلا: "من أراد النجاح وأصر على ذلك صدقوني بينجح، ومن يخلق الأعذار ويتبع هوى نفسه فعليه مراجعة نفسه، ارسم لنفسك طريقا خاليا من الأعذار حتى تنجح، اتعب على نفسك وتعديل أخطائك وأبشر بالنتيجة الجيدة".
