أكد استشاري الطب النفسي، مستشار نائب وزير الصحة للشؤون الصحية سابقا، الدكتور نواف الحارثي، أنه لا يمكن لأحد تشخيص الإصابة بالسحر والعين إلا من يتعامل مع السحرة والجن، مؤكدا أنه لا يوجد في القرآن ولا في السنة، ما يدل على أعراض تحدد السحر، أو العين، أو المسّ.
وكشف الحارثي لـ"أخبار24" عن نتائج دراسة استطلاعية أجراها مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة في عام 2019، بعنوان الصحة النفسية الوطنية، جاء فيها أن نسبة الحالات الصحية العقلية السعودية التي خضعت للعلاج غير الطبي (الشعبي والروحي) هي 8.9 %، بينما التي خضعت للعلاج التخصصي النفسي هي 6.8 فقط.
وذكر أن 80% من الحالات التي تأتي للعيادات النفسية، خضعت للرقية الشرعية لمدة طويلة، مستعرضا 3 أمثلة لحالات مصابة باضطرابات نفسية، ولكنها ذهبت للرقاة الشرعيين وعندما لم تستجب للقراءة، أتت للعيادات النفسية وشفيت بفضل الله، ثم بالعلاجات الدوائية، لافتا إلى إيمانه بالسحر والعين والمس، لكن لا يمكن إثبات ذلك.
وكشف عن الحالة الأولى، وهي لمطلقة في العشرينيات، ظهرت عليها أعراض القلق والاكتئاب، واضطراب المزاج، وذهبت لراقٍ شرعي، فأخبرها بأنها مسحورة، وقرأ عليها القرآن، فتحركت يدها، حينها أخبرها أنه مسها الجني، ومكثت تتعالج لديه فترة من الزمن، وبعدها اتصلت عليّ، فأقنعتها بالعلاج النفسي رغم ترددها.
وأوضح أن الحالة الثانية، لمريض لديه أعراض في ضعف الشهية، وقلة الحركة والكلام، خضع لجلسات رقية شرعية مطوّلة بعد تشخيصه بالسحر والمسّ، أتى إلينا وهو محمول في شرشف، وبعد فحصه اتضح أن لديه اكتئابا شديدا، وأعراضا تخشبية، وتم علاجه بالجلسات الكهربائية، وتحسنت حالته.
وبين أن الثالثة كانت أعراضها جسدية تتمثل في آلام الرقبة، والصدر، والمفاصل، والرجلين، وتعتقد إصابتها بالعين، ومكثت مدة طويلة تسترقي عند الرقاة، وبعد انقطاع السبل بها، أتت إلينا في المستشفى، واتضح أن لديها اضطرابات نفس جسمية، بسبب الضغوط النفسية، وتم صرف علاجها، وتحسنت حالتها بحمد الله.