شوهد نسر مصرينادر في المملكة المتحدة لأول مرة منذ أكثر من 150 عاما، في مصادفة توصف بأنها تحدث "مرة واحدة في القرن"، ويعتقد أن الطائر البري ربما وصل إلى جزر سيلي قادما من شمال فرنسا.
وإذا تأكد أن هذه المشاهدة "النادرة للغاية" هي فعلا للنسر المصري، فستكون هي الأولى منذ عام 1868، وفقا للخبراء.
ولندرة مشاهدة النسر المصري من المتوقع أن يتدفق مراقبو الطيور إلى جزر سيلي للحصول على فرصة لرؤيته قبل أن يغادر.
وقد سجلت مشاهدتان رسميتان للطائر النادر في بريطانيا سابقا، إحداهما في منطقة سمرست عام 1825 والأخرى في إسيكس عام 1868.
ويمكن العثور على النسور المصرية في أجزاء من جنوب إسبانيا وشمال فرنسا.
وقال البروفيسور بيرهوب إنه يرجح أن يكون الطائر قد جاء من فرنسا بعد أن تاه في طريق الهجرة.
ماذانعرف عن النسر المصري؟
يعد هذا النوع من الطيور الجارحة مهدداً بالانقراض لأن أعداده آخذة في التدهور في جميع أنحاء العالم، ما يجعل مشاهدته أكثر ندرة.
وتعد النسور المصرية الطيور المهاجرة الوحيدة التي تقطع مسافات طويلة في أوروبا، وتحلق بسرعة تصل إلى 640 كم في اليوم، ويمكنها الطيران لمسافة 5000 كم.
كما أنها واحدة من الطيور الجارحة الوحيدة المعروفة باستخدام الأدوات، فنراها تحمل حجرا صغيرا بمنقارها لتضرب بها القشرة السميكة لبيض بعض الطيور، لكي تتصدع ومن ثم تتمكن من التهام ما بداخلها.
طائر فرعوني مقدس
ظهر النسر المصري في الكتابة الهيروغليفية إذ يمثل الحرف (أ)، وفي المعابد القديمة مثل معبد إدفو في صعيد مصر، ويمكن مشاهدة رسوم له بكثرة.
وبما أن المصريين القدماء اعتقدوا أن جميع النسور من الإناث وولدت بشكل تلقائي من البيض دون تدخل من الذكر، فقد ربطوا هذه الطيور بالنقاء والأمومة.
الارتقاء لمرتبة الآلهة
في الميثولوجيا الفرعونية، كانت لتلك النسور قدسية خاصة لدى إلهة الأمومة والخصوبة إيزيس، لدرجة أنها وضعت في مرتبة الآلهة، مثل "نخبت" شفيعة صعيد مصر وراعية الفرعون.
وقد صورت "نخبت" منذ بداية العصور التاريخية في هيئة أنثى النسر، وبما أنها راعية وحامية الملوك الفراعنة، غالبا ما كانت تصور جاثمة فوقھم فاردة جناحيها، رمزا للحماية والرعاية.
وكانت عبادتها في الواقع مرتبطة بالدورة الأبدية للموت والولادة، بسبب دور النسر في السلسلة الغذائية ودورة الحياة، وتوالده "العذري" المفترض، لذلك اعتبرت نخبت أم الأمهات، وإلهة موجودة منذ بداية التكوين.