عادة ما يُقابل برنامج "موظف الشهر" بالسخرية من قبل كثيرين، ويقترح البعض إلغاء هذا البرنامج تمامًا من منطلق أنه يتسبب في منافسات غير صحية بين الموظفين.
ورغم أن هذا البرنامج قد ينطوي على بعض المشكلات، في حالة إذا ما قام الأشخاص بالتصويت لزملائهم، أو إذا ما تم اختيار الموظفين بناءً على معايير غير محددة، مما يولد شعورًا بالظلم لدى الآخرين، إلا أن برنامج "موظف الشهر" يمكن أن يكون مفيدًا للغاية، إذا ما تم تفادي مثل هذه المشكلات.
وبشكل عام يجعل التحيز السلبي الأشخاص أكثر ميلاً للتحدث عن المشكلات والتركيز على الجوانب السلبية، أكثر من الثناء على الأمور الجيدة التي يقوم بها الأشخاص، مما يجعل معظم المديرين لا يثنون على الموظفين حينما يقومون بعمل رائع.
لكن عدم وجود خطة لتعزيز ما يفعله الأشخاص بشكل صحيح، سيتسبب في شعور الموظفين بعدم التقدير، ويمكن حل هذه المشكلة من خلال برنامج "موظف الشهر"، والذي يتيح للشركة إظهار مدى تقديرها للأداء الجيد للموظف ولو مرة واحدة على الأقل في الشهر.
التقدير والرغبة في البقاء في الشركة
- أظهرت دراسة أجرتها شركة "BI Worldwide" أن 23% فقط من الموظفين الأمريكيين الذين شاركوا في الدراسة، قالوا إنهم "موافقون بشدة" على كونهم تلقوا تقديرًا رائعًا في وظيفتهم الحالية، بينما قال 34% إنهم "موافقون" فقط، وكانت النسبة المتبقية البالغة 43% محايدة أو غير موافقة.
- تُظهر تحليلات هذه الإجابات ارتباطات كبيرة بين الشعور بالتقدير، سواء السابق أو المتوقع، وبين إبداع الأشخاص في عملهم، والتزامهم تجاه شركتهم، والرغبة في البقاء بها. ويشير ذلك إلى مدى أهمية تقدير العمل الجيد، فحين تفعل الشركات ذلك فإنها تخلق لدى موظفيها الدافع والرغبة لبذل قصارى جهدهم في العمل.
- يعود ذلك إلى شعور الموظفين بالامتنان لأن الشركة لاحظت ما يقومون به، وتنشأ لديهم رغبة شديدة لبذل المزيد من الجهد لتلقي التقدير مستقبلاً، أما في حالة عدم حدوث ذلك، فإن الموظف يبدأ في التشكك في جدوى العمل الجاد الذي يقوم به، وعادة ما يبدأ في التوقف عن بذل الجهد اللازم.
- نظرًا لأن جميع الأشخاص يحبون سماع كلمات المديح والثناء، فمن المهم أن تحرص الشركات على مدح الموظفين ذوي الأداء الجيد، وإذا تطلب الأمر إطلاق برنامج "موظف الشهر" لضمان إشعار الموظفين بالتقدير، فعلى الشركات ألا تتردد في ذلك.