تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا لمجموعة من الشبان يقدمون على قتـل فتاة رميًا بالرصـاص في منطقة ريف محافظة الحسكة السورية.
وانتشرت الشائعات حول الجريـمة وسببها، إلا أن مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة أعلن تأكده من صحة الجريـمة بناء على حديث مصادر تواصلوا معه في محافظة الحسكة.
وأوضح المركز أن المتهمين بارتكاب الجريـمة هما الأب والأخ، اللذان هربا بعد ارتكاب الجريـمة ولم يظهرا حتى الآن، إضافة لـ 10 شبان اقتادوا الفتاة لمنزل مهجور.
تفاصيل الجريـمة
يظهر المقطع المصور الفتاة وهي تقاوم للبقاء حية، فيما يقوم أحد الشباب بتصويب الرصـاص من سـلاح رشاش على رأسها وقتـلها.
وأشار المركز، استنادًا للفيديو ولمصادره بالحسكة، إلى أن الفتاة الضـحية لم يتجاوز عمرها الـ18 عاما، بمعنى أنها قاصر وتحت السن القانونية.
ويوضح المركز، في حديث لموقع "الحرة" أنه بصدد مراجعة النيابة في المنطقة يوم الأحد المقبل، لتقديم ادعاء ضد الأشخاص الذين نفذوا "الجريـمة البشعة"، موضحًا أن السبب المعلن الذي قالته العائلة بعد توثيقها جريـمة القتـل هو أن الفتاة الضـحية قُتـلت تحت مبرر الشرف، بعد اتهام الفتاة بأنها على علاقة مع شاب.
سبب الجريـمة
ويعود سبب الجريـمة إلى رفض الفتاة الزواج بابن عمها، والهرب مع شاب آخر تريد الزواج به، والذي تقدم لخطبتها عدة مرات، وقابلته العائلة بالرفض لأسباب قبلية.
وهربت الفتاة من أسرتها نهارًا، وبعدما لاحظت العائلة غيابها لحقوا بها واقتادوها للبيت المهجور وقتـلوها، وفي مثل هذه الجـرائم المعروفة بجـرائم الشرف في سوريا يُقت،ل الطرفان، إلا أن العائلة اكتفت بقتـل ابنتهم، لأسباب قبلية، فيما تمكن الطرف الآخر من الفرار لتركيا.
ووثق الجناة وهم عائلة الضـحية الجريـمة، ثم نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر في المقطع المصور استغاثاتها، حتى قُتـلت رميًا بالرصـاص.
مجلس الشعب السوري
وفي مارس الماضي، صادق مجلس الشعب السوري على مشروع قانون لإلغاء مادة جرائم الشرف من قانون العقوبات السوري، وخضوع الجرائم التي يرتكبها البعض بدعوى "الشرف العائلي" إلى قانون العقوبات واعتبارها جريـمة قـتـل دون تخفيف العقوبات للقاتل.
يُذكر أن تقريراً خاصاً لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة" المعنية بتوثيق الانتهاكات في سوريا، وثق 24 حـادثة قتـل العام الماضي في عموم البلاد، قُتـلت فيها 16 امرأة على أيدي أقرباء لهن بحجة الشرف، غالبيتهن من مدينة إدلب وحلب، فيما قُتـلت الأخريات بذرائع مختلفة.
