نعت الرئاسة المصرية، اليوم (الجمعة)، قرينة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، السيدة جيهان السادات، عن عمر يناهز 88 عامًا والتي تعد أول سيدات مصر خروجًا للعمل العام، وفي هذا التقرير نتعرف عن قرب على هذه السيدة.
في صيف عام 1933، وبالتحديد في 29 أغسطس، وفي جزيرة الروضة بالعاصمة المصرية القاهرة، وُلدت للطبيب المصري/الإنجليزي صفوت رؤوف، وزوجته البريطانية غلاديس تشارلز كوتريل، ابنتهما جيهان، فكانت جيهان رؤوف صفوت، حتى صارت جيهان السادات.
التحقت جيهان، بمدرسة حكومية للفتيات، ودرست الأدب العربي في جامعة القاهرة، ونالت درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب المقارن من الجامعة نفسها.
لقاء الرئيس القادم
وبينما كانت جيهان في أحد التجمعات العائلية بمحافظة السويس المصرية في صيف 1948، وهي لم تتجاوز بعد الخامسة عشرة، قابلت الضابط المصري محمد أنور السادات، والذي أطلق سراحه حديثًا على خلفية اتهامه بالتعاون مع الألمان عام 1942، واتهامه أيضًا بارتكاب هجمات على مسؤولين موالين للمستعمر الإنجليزي، بينهم وزير المالية المصري آنذاك، أمين عثمان، عام 1946.
وبعد شهور من هذا اللقاء، أعلن الثنائي للعائلة رغبتهما في الزواج، إلا أن فارق السن، وسجن السادات السابق، وكونه مطلقًا، ولديه 3 بنات، جعلت العائلة التي تجري فيها الدماء البريطانية تتخوف من رجل كهذا.
إلا أنه بعد أقل من عام من هذا اللقاء، وبالتحديد في 29 مايو 1949، تزوجت جيهان صفوت ومحمد أنور السادات، وأنجبا 3 بنات، وولداً سموه "جمال"؛ تيمنًا بقائد الحركة التي أطاحت بالملكية في مصر والرئيس الثاني للجمهورية، جمال عبدالناصر.
عمل السادات في بداية الزواج كصحفي، بعد فصله من الجيش إثر محاكمة عسكرية، ثم استطاع أصدقاء له إعادته للجيش في عام 1950، لينضم وقتها إلى حركة الضباط الأحرار، والتي أطاحت بالملك فاروق، وأجبرته على ترك البلاد.
في عام 1969، عين أنور السادات نائبًا للرئيس، ليحوز بعد أقل من عام على لقب رئيس مصر، بعد وفاة "عبدالناصر"، ولتصبح جيهان صفوت/جيهان السادات، أول من تحصل من زوجات الرؤساء على لقب سيدة مصر الأولى.
وعُرفت بخروجها إلى العمل العام، قبل تاريخ تولي زوجها الرئاسة بسنوات، فأنشأت في عام 1967 جمعية تعاونية في قرية تلا، بمحافظة المنوفية، مسقط رأس الزوج، لتعليم نساء القرية الحرف اليدوية.
ثم ترأست خلال عام 1973، الهلال الأحمر المصري، وجمعية بنك الدم المصري، وتقلدت منصب الرئيس الفخري للمجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، ورئاسة الجمعية المصرية لمرضى السرطان، وجمعية الحفاظ على الآثار المصرية، والجمعية العلمية للمرأة المصرية، وجمعية رعاية طلاب الجامعات والمعاهد العليا، التي جمعت الأموال لشراء الكتب والملابس للطلاب، كما أنشأت دُورا للأيتام ومرفقًا لإعادة تأهيل المحاربين المعاقين.
وفاة الزواج والحداد
لمدة عام كامل من 1981 إلى 1982، دخلت جيهان السادات في حالة حداد، إثر اغتيال الزوج والرئيس في عرض عسكري، خلال الاحتفال بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر عام 1981.
العودة للعمل العام
بعد انتهاء فترة العزلة والحداد التي استغرقت عامًا كاملًا، استأنفت جيهان إلقاء المحاضرات، في جامعة القاهرة، ثم التدريس بجامعة ساوث كارولينا الأمريكية، والجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ثم تركت ساوث كارولينا، لتصبح أستاذًا زائرًا في جامعة رادفورد في فرجينيا، ثم أصبحت أستاذة الدراسات الدولية في جامعة ميريلاند عام 1993، ومُنحت كرسيًا للسلام والتنمية باسم زوجها.
ويذكر أن من أهم مؤلفات جيهان السادات، كتاب "سيدة من مصر"، وكتاب "أملي في السلام".