مروا من هنا (4).. الفتى الأشقر "ويلهامسون".. قطار الموت الذي دشن محطته في الهلال

على مدار عقود مضت، سطر العديد من النجوم أسماءهم بأحرف من نور في سجل تاريخ الدوري السعودي، فكل قارات العالم كُتب لها أن يمر مجموعة من أبرز نجومها على ملاعب دوري المحترفين، منهم من كان يراوضه حلم الاحتراف الأوروبي، ووجد ضالته في النهاية في ملاعب المملكة.

وسنرصد في هذه السلسلة مسيرة عددٍ من اللاعبين الذين كتب لهم النجاح مع أندية دوري المحترفين، حتى باتت أسماؤهم تتردد في كل الملاعب رغم رحيلهم عن المملكة منذ سنوات لكن تظل إنجازاتهم حاضرة في الأذهان.

الحلقة الرابعة سيكون بطلها الفتي الأشقر السويدي ويلهامسون،‏ اللاعب المولود في العام 1979، في مدينة مالمو السويدية، وبدأ مسيرته الكروية مع نادي مجالبي السويدي في العام 1997 ولعب للعديد من الأندية حتى اعتزل في العام 2016.

فتى ثري

كريستيان ويلهامسون من عائلة ثرية وتعتبر عائلته من أشهر العائلات على مستوى العالم، حيث بلغ تعدادها 149 ألف نسمة، وقد دخلت موسوعة (جينيس) العالمية للأرقام القياسية.

صفقة ضحمة

تعاقد الهلال مع ويلهامسون في أغسطس 2008 قادما من (الليجا) الإسبانية بعد أن كان لاعبا محترفا في فريق ديبرتيفو لاكرونا، بصفقة وصفت حينها بالخيالية بعد أن عرض عليه الهلال مبلغ 7.8 مليون يورو أي ما يقارب الـ 56 مليون ريال.

ويلهامسون استطاع أن يكون نافذة للوسائل الإعلامية العالمية للمنافسات السعودية، ولعل تصريح النجم السويدي الشهير "إبراهيموفيتش" في وقت سابق بأنه ينوي ختم مسيرته في الهلال، يؤكد أن الهلال أصبح ماركة عالمية بفضل ويلهامسون.

تعثر في البداية

جاءت بداية ويلهامسون مع الهلال صادمة للمتابعين حين تعرض لإصابة في ركبته جعلته يغيب عن بداية الدوري إلا أن الماكينة السويدية عادت للدوران، حيث تمكن من فرض نفسه والتأقلم مع الأجواء الحديثة عليه.

وكشف رئيس نادي الهلال آنذاك الأمير عبدالرحمن بن مساعد، أن السبب المباشر في الحكم على اللاعب بالفشل، هو بعدما أعلنت الإدارة الهلالية عن قيمة التعاقد مع اللاعب الضخمة، إلا أن الأمر تلاشى بعد النجاح الباهر الذي حققه اللاعب خلال مسيرته الاحترافية في النادي قبل إعارته للأهلي القطري.

العجلة تبدأ في الدوران

كادت علاقة الهلال مع ويلهامسون أن تنتهي بعد أن طالب مدرب الهلال السابق (جيرتس) الإدارة بالاستغناء عنه، لكن الأخيرة نجحت في إقناع جيرتس ببقائه بعد أن راهنت عليه، وقد كان ويلهامسون على قدر الرهان مما أجبر جيرتس على التمسك به كلاعب هام وخاض اللاعب السويدي مع فريقه الهلال قرابة الـ113 مباراة واستطاع أن يسجل 32 هدفا في مرمى خصوم فريقه خلال مسيرته الاحترافية.

إنجازاته مع الهلال

شارك ويلهامسون في كل البطولات التي خاضها فريقه وهي 3 بطولات دوري زين و3 بطولات كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال و3 بطولات كأس ولي العهد و3 بطولات لدوري أبطال آسيا ومشاركة واحدة لكأس الأمير فيصل بن فهد قبل تحويله لفئة الأولمبي، وحقق ويلهامسون مع فريقه الهلال 5 بطولات وهي 3 بطولات لكأس ولي العهد، وبطولتان في دوري زين.

رفض النصر
بعدما اقتنع الهلال بإمكانيات ويلهامسون ورؤية ما قدمه مع الفريق خلال عقده الأول حتى سارعت بالتجديد معه قبل بداية دخوله فترة الستة أشهر الأخيرة من عقده الأول خصوصا خلال المعسكر الخارجي للفريق في النمسا صيف 2010 ولمدة موسمين، ولكن بمبلغ أقل من العقد الأول إذ وصل مبلغ التجديد لقرابة الثلاثة ملايين يورو، رغم أن اللاعب تلقى حينها سيلاً من العروض المحلية والخارجية بعد النجاح الذي قدمه وتحديداً من ناي الريان القطري ونادي النصر لكنه رفض تلك العروض وتمسك بالهلال.

بداية السقوط

دخل ويلهامسون في عدة أزمات أحدها كانت مع قائد فريقه محمد الدعيع عندما قام بالاستهزاء بالدعيع على أنهم لاعبون محليون ولا يتقاضون أموالاً كبيرة كما يستلمها اللاعب الأجنبي، واستكمالا لمسلسل الأخطاء، قام ويلهامسون بالاحتكاك مع لاعب محور النصر أحمد عباس عقب نهاية مباراة الفريقين في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس ولي العهد، مما أدى إلى توجيه لفت نظر له من قبل لجنة الانضباط.

رحيل ثم عودة

انتهت تجربة ويلهامسون مع الهلال بعد قدوم مدرب الفريق السابق الألماني توماس دول، رغم أن اللاعب شارك في معسكر الفريق الإعدادي لفريقه الهلال والذي أقيم في ألمانيا كما شارك في بطولة الرياض الودية، غير أن المدرب "دول" حينها طلب من الإدارة التعاقد مع الكاميروني إيمانا، عوضا عن ويلهامسون وقد غادر الرياض قبل وصول "إيمانا" بثلاثة أيام.

خرج ويلهامسون في موسم 2011-2012 بنظام الإعارة إلى النادي الأهلي القطري، لكنه عاد خلال فترة الانتقالات الشتوية بديلاً للاعب أيكيل إيمانا، وفي سبتمبر 2018 رحل نهائيا إلى الدوري الأمريكي.