قبل البعثة النبوية كان الحجاج يتوافدون إلى مكة المكرمة لأداء الحج، وكانت كل قبيلة تردد نشيداً معيناً أثناء الطواف بالكعبة المشرفة، أشهرها كان نشيد "نحن غرابا عك".
وكلمات النشيد الشهير الذي كان يردد في الجاهلية هي: "نحن غرابا عك.. عكٌّ إليك عانية.. عبادك اليمانية.. كيما نحج الثانية.. لبيك اللهم هبل.. لبيك يحدونا الأمل.. الحمد لك.. والشكر لك.. والكل لك.. يخضع لك.. لبيك اللهم هبل".
وتفسير النشيد أن هناك قبيلة يمنية اسمها "عك" يقصد أهلها الكعبة كل عام، وكانوا يرسلون أمامهم رجلان أسودان يطوفان حول الكعبة وينشدان "نحن غرابا عك" أي نحن عبدا قبيلة عك، حيث كان يطلق قديماً على الرجل شديد السواد غراب.
وكان أهل القبيلة يردون عليهما "عك إليك عانية" أي أن قبيلة عك جاءت إليك خاضعة، ومعنى عانية أي مستسلمة، والمقصود بـ "عبادك اليمانية" هو العباد الذين جاؤوا من اليمن، "كيما نحج الثانية" يقصد بها أننا أهل قبيلة عك جئنا للحج مرة أخرى.
وظهر هذا النشيد في مقدمة الفيلم المصري الشهير "فجر الإسلام" الذي يتناول قصة البعثة النبوية، حيث بدأ الفيلم بمشهد الحجاج وهم يطوفون حول الكعبة التي كانت تحيطها الأصنام مرددين ذلك النشيد.
وظل هذا النشيد يردد من قبل الحجاج، إلى أن بعث الله النبي محمد ﷺ بدين الإسلام، والذي حارب عبادة الأوثان وحطمها بعد فتح مكة، واستبدل ذلك النشيد بالتلبية التي يرددها اليوم ضيوف الرحمن (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك).